فلم القلب الشجاع انتاج عام 1995 و اخراج وتمثيل ميل غيبسون
قصة فلم "القلب الشجاع" - باختصار لأني اعتقد أن اغلب القراء شاهدوا الفلم- تبدأ مع طفولة السير وليم واليس التي شهدت مقتل كل من والده وشقيقه لأنهم أرادا التمرد على خطط ملك انجلترا ادوارد الأول الملقب بالساق الطويلة في الاستيلاء على العرش الاسكتلندي، وبعد مقتل والده يذهب واليس الصغير ليعيش مع عمه خارج اسكتلندا ثم يعود بعد عدة سنوات شابا يافعا عازما على تجنب المشاكل والعمل كمزارع بسيط.
واليس وحبيبته مارون
يلتقي واليس بصديقة طفولته مارون ويرتبط الاثنان بعلاقة حب تنتهي بزواجهما سرا ليتجنبا الوقوع تحت طائلة قانون حق السيد، وهو قانون يمنح الحاكم الانجليزي حق مضاجعة العرائس في ليلتهن الأولى قبل دخول أزواجهن عليهن. لكن الانجليز يكتشفون أمرهما فيعتقلون مارون ويقتلوها وينتقم واليس لها بقتل الشريف الانجليزي، ويؤدي عمله هذا إلى أن يلتف حوله العديد من المحاربين الساخطين من مختلف العشائر الاسكتلندية (1) حيث يقودهم إلى أولى معاركه وانتصاراته الكبيرة في ستيرلينغ.
إلا أن واليس يتعرض بعد عدة أشهر لهزيمة ماحقة في معركة فالكيرك بسبب غدر رؤساء العشائر الاسكتلندية الذين انسحبوا مع فرسانهم من ساحة المعركة تاركين واليس ورفاقه المشاة تحت رحمة نبال الرماة الانجليز.
بعد الهزيمة في فالكيرك يختفي واليس ويبدأ بقيادة المقاومة الاسكتلندية فينتقم من بعض الأشراف الذين خانوه ويقدم على مهاجمة البلدات الحدودية الانجليزية فيقوم ملك انجلترا بإرسال زوجة ابنه الأميرة الحسناء إيزابيلا الفرنسية لمفاوضته، لكن لقاء الاثنين التفاوضي سرعان ما ينتهي في الفراش! والذي يفضي بدوره إلى حمل الأميرة بطفل واليس.
من اجل كسب دعم الأشراف الاسكتلنديين يذهب واليس إلى قلعة الأمير روبرت بروس فيقوم والد الأمير بالغدر به و تسليمه إلى الانجليز الذين يعتقلونه ويأخذونه إلى لندن حيث يحكم عليه بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى (2).
المشاهد الأخيرة من الفلم تصور إعدام واليس في إحدى ساحات لندن العمومية حيث يعذب أولا فتبقر بطنه وتستخرج أحشاءه، وحين يعرض عليه القاضي موتا سريعا مقابل طلب الرحمة يستجمع واليس كل قواه ويصرخ بكلمة "الحرية". وبعد موته يستمر رفاقه في النضال بقيادة الأمير روبرت بروس.
القصة الحقيقية للسير وليم واليس
لوحة تصور واليس الحقيقي
السير وليم واليس (Sir William Wallace ) هو شخصية حقيقية ولد في اسكتلندا عام 1272 وكان له دور كبير في بث روح التمرد في نفوس مواطنيه ضد الاحتلال الانجليزي لبلدهم ومن ثم قيادة ذلك التمرد خلال الفترة الأولى لما يعرف تاريخيا بحرب الاستقلال الاسكتلندية الأولى (1296 – 1328). وقد لا يختلف علماء التاريخ حول الدور القيادي لوليم واليس في تلك المرحلة الحرجة من تاريخ اسكتلندا، لكنهم لا يتفقون بتاتا مع الصورة التي ظهر بها في فلم القلب الشجاع (Braveheart ) الهوليودي عام 1995. صحيح أن الفلم من حيث الإطار العام يدور حول أحداث تاريخية حقيقة، لكنه اخفق تماما في تقديم تفاصيل تلك الأحداث، فالتاريخ لا يخبرنا بالكثير عن واليس الحقيقي، مثلا أين ولد ؟ كيف نشأ وأين أمضى طفولته وشبابه ؟ هل تزوج فعلا وما هو اسم زوجته ؟ .. الخ فالمعلومات حول هذه الأمور متضاربة وتكاد تكون مجهولة لذلك فأن مؤلف سيناريو الفلم راندل واليس اعتمد في كتابته كليا على ملحمة شعرية قديمة تعود للقرن الخامس عشر الميلادي، أي بعد قرنين من موت واليس، كتبها شخص يدعى هاري الأعمى، وقد اجمع علماء التاريخ على أن اغلب ما ورد في تلك المخطوطة الشعرية لا يمت إلى الحقيقة بصلة وإنما هو مستمد من قصص وحكايات أسطورية تناقلها الناس شفاها لأجيال، ولذلك فأن المخطوطة تحفل بالأخطاء التي لا تتوقف عند اختراع معارك و حروب لم تحدث أبدا ولكنها تشمل حتى أسماء المناطق التي عاش واليس ردحا من حياته فيها وكذلك أسماء بعض الشخصيات التي كان له احتكاك معها.
الطريف أن الممثل ميل غيبسون (Mel Gibson ) نفسه، وهو الذي قام بإنتاج و إخراج الفلم و أدى دور وليم واليس ، قال عام 2009 تعليقا على فلمه : "ان واليس الحقيقي كان وحشا ، كانت تنبعث عنه رائحة الدخان ، لأنه كان دائما يحرق قرى الناس ويدمرها، لقد كان اقرب الى الشخصية التي يطلق عليها الفايكنغ اسم –Berserker (3)-". وهذه حقيقة يؤيدها التاريخ، ليس لأن واليس كان قاسيا أو متوحشا، لكن ببساطة لأنه رجل عاش في القرن الثالث عشر الميلادي وتصرف مثل معظم محاربي ذلك الزمان، أما النبل و الشهامة والطيبة التي أسبغها الفلم على واليس فيقول عنها ميل غيبسون : "لم يكن واليس الحقيقي لطيفا بالقدر الذي ظهر عليه في الفلم، لقد قمنا بإضافة بعض الخيال والعاطفة إليه، لقد قمنا بذلك لأن شخصا ما كان يجب أن يكون طيبا في مقابل الشخصية السيئة في الفلم".
الممثل ميل غيبسون في دور واليس
وبغض النظر عن تفاصيل حياة واليس الحقيقي فأنه بالتأكيد لم يكن مزارعا فقيرا كما شاهدنا في الفلم، إنما كان ينتمي إلى عائلة ارستقراطية كبيرة وغنية تملك بعض الإقطاعيات. أما مشهد رؤية الطفل واليس لإعدام والده وشقيقه على يد الانجليز فهو غير صحيح تماما لأن الغزو الانجليزي لاسكتلندا بدأ عام 1296، أي عندما كان واليس شابا في الرابعة والعشرين من عمره وقبل ذلك التاريخ لم يكن هناك أي وجود للانجليز على التراب الاسكتلندي. ولهذا السبب أيضا فأن الخطبة المؤثرة التي ألقاها واليس على الجنود الانجليز خلال احد مشاهد الفلم طالبا منهم الجلاء عن اسكتلندا والعودة إلى انجلترا، قائلا بغضب : "توقفوا عند كل بيت - اسكتلندي- تمرون به لتطلبوا المغفرة على مئة عام من السرقة و الاغتصاب و الفتل"، هي محض كذب، لأن العلاقة بين اسكتلندا وانجلترا كانت طبيعية وسلمية لمدة ثمانين عاما قبل الغزو، لكن المشاكل بدئت عندما مات ملك اسكتلندا الكساندر الثالث من دون أن يعقب مما أدى لحدوث مشاكل داخلية بين العشائر الاسكتلندية المتنافسة فيما بينها وهو الأمر الذي فسح المجال أمام ادوارد الأول ليدعي أحقيته بعرش اسكتلندا وما تبع ذلك من غزو وتمرد وحروب استمرت لثلاث عقود عرفت بأسم حرب الاستقلال الاسكتلندية الأولى. خلال تلك الحروب تبادل الطرفين حرق المدن وقتل الأبرياء، إذ إن واليس نفسه عاث فسادا على الحدود الانجليزية فأحرق القرى وقتل القرويين الفقراء كما فعل ادوارد الأول – الساق الطويلة - وجنوده بالضبط مع المدن والقرى الاسكتلندية، فالرجلين في الحقيقة كانا وجهان لعملة واحدة من حيث القسوة والرغبة في الانتقام.
أما بالنسبة للقصة التي يسوقها الفلم لبداية تمرد واليس ضد الانجليز فهي خرافة تستحق التوقف عندها، فالفلم يزعم أن ذلك كان بسبب مقتل زوجته مارون لأنها رفضت الخضوع لقانون حق السيد أو حق الليلة الأولى (4). ففي المقام الأول لا يوجد ما يثبت أن ملك انجلترا ادوارد الأول سن قانونا كهذا أو أن تقليدا كهذا قد طبق فعلا في يوم من الأيام. نعم يمكن أن يحدث، وحدث حتما اغتصاب وانتهاك للأعراض خلال الحروب، لكن أن يتم تشريع قانون يبيح ذلك في أوقات السلم ويطبق على الجميع فهو أمر لا يمكن تخيله ولا يقره أي عرف أو دين. كما أن المعلومات حول تفاصيل حياة واليس متضاربة كما أسلفنا، فالمؤرخون لم يذكروا شيئا عن زواجه أو اسم زوجته باستثناء ما ورد في أسطورة هاري الأعمى، لذلك لا يعرف على وجه الدقة ما إذا كان واليس قد تزوج أصلا وهل أن شخصية مارون حقيقية؟.
وهناك خرافة أخرى لا تقل غرابة حول سبب تمرد واليس وتزعم أن ثورته لا علاقة لها لا بالحب ولا بالانتقام وإنما كانت بسبب عدة سمكات!! ففي احد الأيام كان واليس يصطاد السمك على احد الأنهار حين مر به عدد من الجنود الانكليز وأرادوا سلبه جميع ما اصطاده فعرض عليهم واليس اقتسام صيده لكن الجنود أصروا على أن يأخذوا السمك كله فغضب واليس و قتلهم جميعا وكانت هذه الحادثة هي الشرارة التي أشعلت التمرد.
لكن بعيدا عن الأساطير، فأن علماء التاريخ يعتقدون أن الحادثة الحقيقية وراء تمرد واليس وقعت عندما كان طالبا في إحدى مدارس النبلاء العليا إذ تشاجر مع زميل له من طبقة النبلاء الانجليز وقتله فنال عمله هذا إعجاب واستحسان العشائر الاسكتلندية الساخطة فالتفت حوله وقاتلت معه.
الجسر الحقيقي الذي وقعت معركة ستيرلينغ عنده
بالنسبة للحروب التي خاضها وليم واليس، ففي معركة ستيرلينغ التي انتصر فيها على الانجليز، شاهدنا حربا بين جيشين فوق ارض مفتوحة، في حين أن ما حدث فعلا على ارض تلك المعركة هو مغاير لذلك تماما، فالاسكتلنديين هاجموا الانجليز بينما كانوا يعبرون جسرا فوق احد الأنهر وقد كان هذا الجسر عاملا هاما في انتصار واليس و رفاقه، لكننا في فلم "القلب الشجاع" لا نشاهد أي جسر. كما اغفل الفلم ذكر اندرو موري الذي قاد الاسكتلنديين في تلك المعركة جنبا إلى جنب مع واليس. أما في معركة فالكيرك فالفلم يرينا المشاة الايرلنديين في جيش ادوارد الأول يرفضون قتال الاسكتلنديين ويتلقوهم بالأحضان في ساحة المعركة!، لكن التاريخ يخبرنا بأن الايرلنديين في ذلك الزمان قاتلوا تحت راية ادوارد الأول بإخلاص، أما من كانوا يكرهون ادوارد من صميم قلوبهم ويتحينون به الفرص فهم الويلزيين (الاسكتلنديين والايرلنديين والويلزيين جميعهم أبناء عم تعود أصولهم إلى قبائل السيلت) الذي كان ادوارد قد جرد عدة حملات دموية ضدهم في بداية عهده، لكن حتى هؤلاء لا يوجد أي دليل أو مصدر يثبت أنهم غيروا ولائهم أثناء المعركة لصالح الاسكتلنديين.
الطريف هو أن جميع الرجال الاسكتلنديين في الفلم ظهروا وهم يرتدون تنوراتهم الرجالية المميزة والشهيرة، وهو أمر لا أساس له من الصحة، لأن الاسكتلنديين لم يعرفوا ويرتدوا التنورة الرجالية قبل القرن السابع عشر أي بعد ثلاثة قرون على حروب واليس. أما الانجليز فقد ظهروا في الفلم وهم يرتدون زيا موحدا، وهو أمر غير صحيح، فمعظم محاربي الجيش الانجليزي لم يكونوا جنود نظاميين بل كانوا مزارعين بسطاء اجبروا على مرافقة أسيادهم الفرسان الإقطاعيين في الحروب، وهذا كان معمولا به في جميع الأمم القديمة، فالدولة لم تكن تحتفظ بجيش نظامي كبير ولكنها كانت توزع الإقطاعيات على النبلاء و الفرسان في مقابل أن يزودها هؤلاء بالمقاتلين في زمن الحرب، وكان هؤلاء المقاتلين الفلاحين يرتدون ملابس بسيطة مهلهلة ويحملون أسلحة بدائية هي في الغالب ليست سوى معدات عملهم اليومي في الحقول مثل العصي و الفؤوس و المناجل .. الخ.
ادوارد الاول ملك انجلترا كما ظهر في الفلم
باتريك ميكوهان في دور اداورد الاول
في الفلم شاهدنا ادوارد الأول ملك انجلترا كرجل قاسي لا يعرف الرحمة، والرجل في الحقيقة لم يكن منزها عن هذه الصفات إذ تعرضت فترة حكمه الطويلة إلى عدة انتقادات، مثل غزوه لاسكتلندا، مع انه كان امرأ طبيعيا في العصور الوسطى أن تتدخل الدول الأوربية في شؤون بعضها خاصة في أوقات الضعف والقلاقل ، وكان الملوك دائما ما يدعون الحق في الاستيلاء على عروش دول أخرى بسبب صلات النسب والقرابة التي كانت تجمع بين العائلات الحاكمة والطبقة الأوربية النبيلة، مثال على ذلك النزاع على العرش الانجليزي والفرنسي بين ملوك فرنسا وانجلترا. ومن الانتقادات الأخرى الموجهة لادوارد الأول هي تعامله الوحشي مع التمرد في ويلز وكذلك إخراج اليهود من مملكته (5) ومصادرة أموالهم. لكنها أمور لو قارناها بما كانت الدول الأخرى تفعله في ذلك الزمان لعرفنا بأنها لم تكن غريبة أو شاذة. لكن مشكلة اغلب الناس اليوم هي أنهم ينظرون إلى ما حدث في الماضي بعيون اليوم، أي بمعايير حقوق الإنسان الحالية وهو أمر لا يستقيم مع مفهوم التطور و التدرج الحضاري الإنساني.
إضافة إلى الانتقادات التي ذكرناها أنفا لعهد ادوارد الأول فأن الرجل كان ضخما وطويلا (لذلك لقبوه بالساق الطويلة) عنيفا وسريع الغضب وهي صفات جعلته مرعبا في نظر رعيته إلا انه لم يخلو من حسنات أيضا مثل تقويته للسلطة المركزية وتأسيس البرلمان واهتمامه بتطوير القوانين وإدارة الدولة. لكن لأن معظم القصص تبنى على أساس الصراع بين الخير والشر، ولأن الشرير يجب أن ينال عقابه في النهاية – في السينما على الأقل -، لذلك عوقب ادوارد الأول في فلم "القلب الشجاع" وهو على فراش الموت حين همس واليس –المحكوم بالإعدام- بإذنه ليخبره عن علاقته الجنسية بزوجة ابنه الأميرة إيزابيلا الفرنسية وأن حفيده المنتظر أي ملك انجلترا المستقبلي هو في الحقيقة ليس سوى ابن واليس غير الشرعي. لكن هذا الادعاء الذي ساقه الفلم لنا هو زائف تماما ولا يستقيم أبدا مع الوقائع التاريخية الحقيقية، فادوارد الأول مات بعد إعدام واليس بسنتين اي عام 1307 لذلك من المستبعد جدا أن يكون واليس قد همس بشيء ما في أذنه على فراش الموت، كما أن عمر إيزابيلا في زمان مفاوضات الانجليز مع واليس كان لا يتجاوز الثلاثة أعوام وهي سن لا تصلح طبعا لأجراء المفاوضات السياسية فضلا عن ممارسة الجنس والحمل بطفل غير شرعي!. وحين اعدم واليس كانت إيزابيلا في التاسعة من عمرها فقط وتعيش في قصر والدها في فرنسا لأنها لم تكن متزوجة بعد من ولي عهد انجلترا. والحقيقة هي أن إيزابيلا لم تكن أبدا أميرة انجليزية ولا حملت هذا اللقب على الإطلاق لأنها ببساطة لم تتزوج من ولي العهد إلا بعد أن أصبح ملكا كما أنها لم تنجب ولي عهد انجلترا ادوارد الثالث إلا بعد سبع سنوات على إعدام واليس.
الحسناء الفرنسية صوفيا مارسو في دور ايزابيلا
لكن للأمانة التاريخية فأن إيزابيلا التي وصفها مؤرخو زمانها بأجمل الجميلات، كان لها عدة عشاق وهناك شكوك قوية حول شرعية نسب أبنائها الأربعة الذين أصبح احدهم لاحقا ملك انجلترا ادوارد الثالث. وسبب خيانة الملكة لزوجها ادوارد الثاني تعود في الحقيقة إلى شذوذه الجنسي إذ عرف عنه ولعه بالغلمان و الشبان الوسيمين من الطبقة النبيلة. إلا أن بعض المؤرخين يعتقدون بأن ادوارد الثاني لم يكن شاذا و لكنه كان مزدوج الميول الجنسية (bisexual )، أي يميل إلى الذكور والإناث في آن واحد، وان أولاده من إيزابيلا هم من صلبه (6)، وبالطبع لا يوجد ما يؤكد أو ينفي هذا الأمر وقد لا يعلم حقيقته سوى الله.
رغم الأخطاء الكثيرة التي حفل بها فلم "القلب الشجاع" إلا أن الجميع قد يتفقون على انه احد أروع ما أنتجته السينما العالمية من ناحية السيناريو والمؤثرات والتصوير والإخراج الساحر ولهذا فلا عجب انه حاز على خمسة جوائز اوسكار، وكان سببا في دفع الكثير من الناس حول العالم لمحاولة التعرف على التاريخ الاسكتلندي وأدى إلى زيادة الاهتمام بواليس في اسكتلندا فأقيمت له النصب التذكارية وتحول الى اعظم بطل قومي في نظر الاسكتلنديين، فبغض النظر عن كل الحقائق التي ذكرناها، كان واليس محاربا في سبيل تحرير بلده من الانجليز الذين بدورهم اعتبروا الفلم منحازا و مشوها لتاريخهم (على أساس إن تاريخهم نظيف جدا!!) ومحرضا على الكراهية ضدهم، والحقيقة أن جزء كبير من سبب التعاطف مع الفلم قد يعود إلى الكراهية التي يكنها الناس حول العالم للتاريخ الاستعماري الانجليزي والبريطاني، وربما كانت هوليوود ترمي من وراء الفلم إلى تذكير الأمريكان بالحرب الدموية التي خاضتها الولايات المتحدة نفسها في القرن الثامن عشر للاستقلال عن بريطانيا.
تعليقات
إرسال تعليق