بعد أن تنتهي الجولات السياحية في المواقع الأثرية، يستهل السياح طريقهم إلى النوم في غرف الفنادق الحديثة. لكن البعض منهم وخاصة الذين يتوافدون إلى ولاية بافاريا يبيتون في إحدى القلاع التاريخية أسوة بالملوك والفرسان.
مع حلول الليل على قلعة "بورغ اليرين" الواقعة على أبواب مدينة بامبيرغ العريقة، يبدأ السياح بالتوجه إلى فنادقهم داخل المدينة. لكن بعضهم يبيت داخل هذه القلعة، حيث يوجد فيها قاعات وغرف مخصصة للنوم تم تأثيثها على الطريقة القديمة كما كانت معروفة في أزمنة سالفة، أزمنه الملوك والفرسان. هذه القلعة تحتوي على قاعة كبيرة تطل على منظر جميل لشجر البقس الشاهق، وتحتوي على غرف أخرى حجرية أيضاً ذات أثاث قديم. هذه الأجواء تجعل الزوار يخلدون إلى النوم ويطرقون على أبواب أحلامهم التي تحملهم إلى عالم الملوك والفرسان.
وقلعة اليرين ليست الوحيدة في ذلك، إذ أن كثير من هذه الأبنية التاريخية في منطقة فرانكونيا "فرانكينلاند" بولاية بافاريا، والتي توفر المبيت داخلها أيضاً، وتعتبر اليوم بسبب قيمتها التاريخية وجهة للسياح. وإضافة إلى أنها تحفة تاريخية قيمة، فهي تتوسط مناطق ذات طبيعة ساحرة تستحق الزيارة. لكن رغم أن هذه الأبنية أثرية وتقليدية، إلا أنها مزودة بالتكنولوجيا الحديثة وبمقومات الترفيه أيضاً، مثل شبكة الإنترنت وحمامات البخار. هذا المزيج بين القديم والحديث لم يعد يستدعي فكرة التناقض.
الملك البافاري لودفيغ الثاني لعب طفلاً في هذه الحديقة
صالة للولادةالملك البافاري لودفيغ الثاني، الذي سُمي آنذاك بـ"ملك القصص الخرافية"، قضى طفولته في هذا القصر، حيث كان يلعب في فناء حديقته. وقد تحول هذا المقر الملكي بعد الحرب العالمية الثانية إلى القسم الخارجي للمشفى النسائي الحكومي في بامبيرغ. يذكر أن أكثر من عائلة توالت على مُلك هذا القصر حتى سنة 1994. في هذه الآونة بدأ القصر يتداعى، لكن بعد أن تقدمت على شراءه عائلة كاستنر سنة 2005 رممته بشكل جيد، فبدأت روعته تلمع من جديد. اليوم يحتوي القصر على فندق ومطعم وقاعة للاحتفالات وأخرى للمؤتمرات.
صالة الولادة السابقة التي كانت من ضمن أقسام المشفى، تحولت اليوم إلى حجرة للنوم. خلال جولتنا بين أقسام القصر يتحدث صاحب القصر يوآخيم كاستنر موضحاً: "يتوافد الكثيرون على هذا القصر ويقصدون حجرة النوم الكبيرة. هذه الحجرة هي حجرة الولادة السابقة، وهي مسقط رأس الكثيرين منهم".
أثناء ترميم القصر تم الكشف عن بعض من أجزاءه القديمة، حيث كشفت لوحات سقفية وجداريات ترجع إلى القرن التاسع عشر. إضافة إلى كشف درج خشبي رائع وأرضيات خشبية مصنوعة من خشب البلوط والجوز ومرصعة بأحجار الماس. ويعتبر هذا الأسلوب من الزخرفات نموذجاً من زخرفات عصر الباروك.
أثاث أثري في جناح ياكوب بقصر أونترأوفزيس
قصر أونترأوفزيسوعلى بعد ثلاثين كيلومتر إلى الجنوب الشرقي يقع قصر "أونترأوفزيس"، الذي يبدو من بعيد كلوحة فنية، حيث شيد على صخرة كبيرة في منطقة "يورا" الفرنكفونية، التي تمتد من "ريغيلشتاين" حتى "نويهاوس أن دير ريغنيتس". هذا القصر ما زال في ملكية أسرة "أوفزيس" إحدى عائلات فرسان الإمبراطورية القديمة. قبل عدة سنوات بدأ أصحاب القصر يقدمون للغرباء أيضاً خدمة المبيت داخله. البارونة يوديت فون أوفزيس التي تعيش اليوم مع زوجها البارون إيكارت فون أوفزيس خارج القصر تقول عن ذلك: "القصر ليس فندقاً، لكن نقدم هذه الخدمة في المقام الأول في مناسبات معينة مثل حفلات الزفاف والاحتفالات العائلية الأخرى".
إن شكل القصر الحالي واسمه يعودان إلى أواخر القرن السابع عشر الميلادي. وحسب التوثيقات لقد وردت معلومات عن هذا القصر في القرن الثاني عشر الميلادي. ويذكر أنه كان دائماً مسرحاً للمواجهات العسكرية، ولهذا السبب تم تدميره وإعادة بناءه أكثر من مرة. ومن يملك اهتمام بتاريخ القصور يستطيع أن يتجول في "أونترأوفزيس" برفقة دليل سياحي. والجدير بالذكر أن إدارة القصر تقدم جولة خاصة للأطفال حول الحياة في حصن الفرسان.
قلعة شتاينبورغ ليلاً
قلعة بين كروم العنبعلى بعد ساعتين من السفر باتجاه الغرب يقع فندق القصر في قلعة شتاينبورغ، الذي يعتبر أعلى نزل في مدينة فورتسبورغ، حيث تلتصق هذه القلعة فعلياً بمرتفعات فورتسبورغ، إحدى أفضل مزارع العنب في البلاد.
القلعة ليست قديمة، لقد شيدت قبل مئة عام على أنقاض قلعة أخرى بنيت في القرن الثالث عشر. وقبل تشييدها كان من المقرر أن يكون داخلها مطعم. مقصف استقبال السياح الذي يتخذ أقدم جناح في القلعة مكان له، شيد عام 1897 على الطراز التودوري الإنجليزي الذي يمثل آخر مراحل الطراز القوطي. وفي عام 1937 اشترت عائلة "بيزولد" هذا البناء وقامت بترميمه وتحديثه، بل وسعت به، وهي مازالت منذ ثلاثة أجيال تملكه إلى يومنا هذا.
الغرف موزعة على أبنية القلعة المتصلة ببعضها البعض، حيث يوجد غرف تقليدية قاتمة من الطراز القديم وأخرى صغيرة تتسع لسرير واحد، ولكن هناك أيضاً غرف واسعة داخلها، هذه الغرف مجهزة بأرائك للنوم لعدة أشخاص. وتساهم بعض أقسام القلعة مثل قاعة الفرسان والقاعة ذات السقف المقبب وغرفة الموقد في خلق جو فريد من نوعه داخلها. يُذكر أن هذه المنطقة تتميز بوجود عدد كبير من القلاع والقصور المثيلة لقلعة شتاينبورغ، وكثير منها فتح أبوابه في السنوات الأخيرة على العالم الخارجي. أما من يبحث عن مكان يقضي به ساعات النوم فقط، فعليه أن يأخذ غرفة في فندق آخر.
تعليقات
إرسال تعليق