صورة قديمة للشقيقتان بابين
كلت يداه من طرق الباب و تقطعت حنجرته من
كثرة الصراخ , شعر باليأس لأن أحدا لم يجب طرقاته المتكررة و ذهبت صرخاته
أدراج الرياح. أخيرا توقف و هو يلهث و اتكأ بجسده الخائر على الجدار ثم
رنا ببصره إلى نافذة صغيرة تقع في أعلى نقطة من المنزل , كان ينبعث منها
ضوء شمعة خافت .. "لكن إذا كانت الخادمتان اللعينتان في غرفتهما فلماذا لا
تفتحان الباب؟" .. تسأل الرجل مع نفسه و هو يقطب حاجبيه دلالة على نفاذ
صبره وغضبه.
حين وصل رجال الشرطة و رأوه
أدركوا على الفور بأن ثمة أمرا سيئا قد حدث , كانت ملابس مسيو رينيه
لانسلن أنيقة لكنه بدا في حالة يرثى لها , كان يتصبب عرقا رغم برودة الجو
الماطر. طلب منه المفوض الهدوء حين اخذ يصرخ و يتكلم بسرعة و بطريقة غير
مفهومة فتوقف الرجل لبرهة محاولا التقاط أنفاسه ثم قال بصوت متهدج :
"كنا
مدعوون هذه الليلة إلى مأدبة عشاء في منزل احد الأصدقاء , ولأني كنت أقوم
ببعض الأعمال في المدينة لذلك اتفقت مع زوجتي و ابنتي على أن نلتقي في
مكان محدد ثم نتوجه معا لتلبية دعوة صديقي. لكنهما لم تحضران رغم أني
انتظرتهما في المكان المتفق عليه لفترة طويلة , لذلك عدت مسرعا إلى المنزل
لمعرفة سبب تأخرهما .. لكن ...".
صمت مسيو لانسلن لبرهة و قد ارتسمت على وجهه ملامح القلق و الاضطراب ثم نظر إلى المنزل و أردف :
"حين
وصلت إلى هنا فوجئت بالمنزل , على غير عادته , غارقا في الظلام باستثناء
ذلك الضوء الخافت المنبعث من غرفة الخادمتان" و أشار مسيو لانسلن بيده إلى
النافذة اليتيمة القابعة في أعلى المنزل.
"لا
أرى أمرا يدعو إلى القلق سيدي!" قال مفوض الشرطة ثم أردف : "ربما تكون
زوجتك و ابنتك قد ذهبتا للقائك لكنهما أخطئتا المكان المحدد للقاء بك , أما
الخادمتان فربما تكونان قد أنهتا عملهما و غادرتا المنزل".
"مستحيل
.. مستحيل " قال مسيو لانسلن بحزم و هو يهز رأسه ثم تابع : "حتى لو كانت
زوجتي و ابنتي قد غادرتا المنزل فأن الخادمتان لن تفعلا ذلك , إنهما
تعيشان معنا منذ سبع سنوات و لا تغادران المنزل إلا نادرا , ربما مرة
واحدة كل عدة أشهر لزيارة والدتهما , كما أن هناك نور شمعة ينبعث من
غرفتهما" و أشار مسيو لانسلن بيده إلى النافذة المضاءة في العلية.
تفحص مفوض الشرطة المنزل بعينيه النافذتين ثم تسأل : "هل يعقل أن لا تحمل معك مفاتيح منزلك؟".
"طبعا احمل مفاتيح المنزل .. لكن المشكلة
هنا أيها المفوض!" أجاب مسيو لانسلن و هو يستخرج حزمة مفاتيح من جيبه
ليعرضها على المفوض ثم تابع قائلا : "المصيبة في أن جميع أبواب و نوافذ
المنزل مقفلة بأحكام من الداخل و هذا هو الأمر الذي أثار قلقي و جعلني
اطلب حضوركم".
"هل هناك طريق أخرى لدخول المنزل؟" تسأل المفوض.
"في
الفناء الخلفي للمنزل هناك باب صغيرة تؤدي إلى المطبخ و نحن في العادة
نبقيها مفتوحة" أجاب مسيو لانسلن ثم اشار الى الجدار المحيط بالمنزل و
اردف : "يجب ان تتسلق هذا الجدار أولا لتصل إلى الفناء".
خلال
لحظات تسلق احد رجال الشرطة الجدار الخلفي للمنزل بمساعدة زملائه ثم
سرعان ما توارى عن الأنظار كأنما ابتلعه الظلام الدامس. مضت عدة دقائق قبل
أن يسمع الجميع صوت خطوات تقترب من الباب الرئيسي تلاه صرير فتح المزاليج
الحديدية ثم انفرج الباب ببطء ليظهر وجه الشرطي الذي دخل إلى المنزل قبل
دقائق , بدا الرجل مذهولا كأنما رأى شبحا في الداخل , نظر إلى المفوض وقال
بصوت مرتجف : "لقد حدثت جريمة مروعة ...".
صورة حقيقية لجثتي الضحيتيين
|
هرع
مسيو لانسلن و رجال الشرطة إلى داخل المنزل , في البهو قرب السلم اكتشفا
جثتين , كانت السيدة لانسلن و ابنتها ترقدان وسط بركة من الدماء , كان
وجهيهما مشوها تماما ويغطيه الدم و لولا ملابسهما لما استطاع مسيو لانسلن
المسكين التعرف عليهما , عين الابنة اليسرى كانت قد اقتلعت من محجرها و
ألقيت على الأرض بالقرب من رأسها , أما السيدة لانسلن فكانت كلتا عيناها
مقلوعتان و مخبأتان داخل الوشاح الذي يطوق رقبتها , كانت هناك مطرقة
حديدية و سكين مطبخ كبيرة بالقرب من الجثتين و قد بدا جليا بأنهما سلاحا
الجريمة اللذان استعملا للإجهاز على الضحيتين , كما كانت هناك آثار أقدام
ملطخة بالدم على البلاط وعلى السلم المؤدي إلى الطابق العلوي.
تتبع
المفوض و رجاله آثار الأقدام الملطخة بالدم على السلم والتي انتهت بهم
عند غرفة الخادمتين في علية المنزل , فتح المفوض الباب بهدوء , كان هناك
نور شمعة خافت ينير جدران الغرفة الصغيرة و تناهى إلى سمعه صوت تأوهات
نسائية مكتومة ومشبوبة بالنشوة , أستل المفوض مسدسه تأهبا لمواجهة محتملة
ثم دخل إلى الغرفة بخطوات بطيئة و حذرة , كانت الغرفة مؤثثة بشكل بسيط و
عند طرفيها يتقابل سريرين خشبيين , عند أقدام احد السريرين تكومت ملابس
نسائية مغطاة بالدماء و فوق السرير تمددت شابتان و هما عاريتان تماما ,
تحتضنان بعضهما و تتبادلان القبل , غير آبهات برجال الشرطة الذين تسمروا
مكانهم مذهولين.
في اليوم التالي غصت
الصحف الفرنسية بأخبار الجريمة البشعة التي وقعت في منزل مسيو لانسلن
والتي اعترفت الخادمتان باقترافها و لم تحاولان أبدا التنصل منها. الاهتمام
الواسع الذي حظيت به الجريمة لم يكن مرتبطا ببشاعتها فقط , لكن جزء كبير
منه ارتبط بطبيعة القتلة , إذ إن السؤال الرئيسي الذي دار على لسان اغلب
الناس هو كيف تمكنت شابتين رقيقتين ضئيلتان من اقتراف جريمة بهذه البشاعة و
الدموية؟ و ما الذي دفعهما إلى ذلك؟ بالطبع كانت هناك تفسيرات و تأويلات
كثيرة , لكن الجواب الحقيقي يكمن في التعرف على شخصية القاتلتين أولا ,
فمن هما يا ترى كرستين و ليا بابين ؟.
عائلة مجنونة
الشقيقتان كرستين و ليا بابين
|
في
بيت فقير متواضع في مدينة لومان الفرنسية ولدت كل من كرستين (1905) و ليا
(1911) , كانت طفولتهن عبارة عن بؤس متواصل ترك في نفوسهن و ذاكرتهن أثرا
سيئا لا يمحى , كان والدهما مدمنا على الكحول و دائم الشجار مع أمهما
التي طالبت بالطلاق و حصلت عليه بعد أن اكتشفت بان زوجها السكير كانت
يعتدي جنسيا على ابنتها الكبرى ايميليا ذات التسعة أعوام.
بعد
الطلاق أخذت الأم بناتها الثلاث معها فبدء بذلك فصل جديد من المعاناة
بسبب الفقر و الجوع. كان الاغتصاب قد ترك جرحا عميقا في نفس الابنة الكبرى
ايميليا لذلك اعتزلت الحياة و أصبحت راهبة في احد الأديرة , أما كرستين و
ليا فقد قضيتا معظم طفولتهن لدى الأقارب أو في الملاجئ الخيرية بسبب عدم
تمكن والدتهما من إطعامهما و رعايتهما. وبسبب فقرهما المدقع اشتغلت
الشقيقتان , في سن مبكرة , كخادمتين في بيوت الأثرياء في مدينة لومان ,
كان عملهما شاقا يمتد من الصباح و حتى المساء لذلك لم تحظيا بصداقات
وعلاقات مع الآخرين , و أدى انعزالهما هذا إلى تقوقعهما على بعض فانحصرت
علاقتهما مع الناس على مجال العمل فقط.
كانت
كرستين الأكثر ذكاء وتتمتع بشخصية قوية تتسم أحيانا بالتحدي و العنف , في
حين ان ليا كانت قليلة الذكاء و هادئة الطباع استحوذت شقيقتها على
شخصيتها تماما فأصبحت تطيعها طاعة عمياء , ولا يفوتنا ان نذكر ان الوراثة
كان لها اثر كبير في شخصية الفتاتين , فلدى عائلة بابين سجل حافل بالجنون و
الاضطرابات العقلية , اذ كان جدهم الأكبر مجنونا و مصابا بالصرع و العديد
من أقاربهم قضوا نحبهم في مصحات عقلية , و كان والدهم السكير مختلا أيضا و
قد انتهى به المطاف إلى مستشفى المجانين. و يبدو أن كل هذه الأمور السيئة
, أي البؤس و الفقر و العزلة و الجنون , قد اجتمعت لترسم شخصية الشقيقتان
بابين اللائي كانتا تبدوان هادئتين و متزنتين في نظر الكثيرين ممن
عرفوهما , لكن في الحقيقة كان هناك بركان من الغضب تغذيه العقد النفسية
يغلي داخل الشابتين و يبدو انه انفجر و أطلق حممه الحارقة ليلة اقتراف
الجريمة في منزل مسيو لانسلن.
في عام
1926 اشتغلت الشقيقتان كخادمتان لدى مسيو لانسلن و زوجته , كانت وظيفة
ثابتة تتضمن المبيت و الطعام , إلا أن عمل الخادمات لم يكن سهلا و مترفا
في تلك الأيام , فقد كان عبارة عن سلسلة لا تنتهي من الواجبات الشاقة
تستمر من الصباح و حتى أخر المساء , أحيانا لأكثر من أربعة عشر ساعة يوميا
, و لم تكونا تحصلان إلا على إجازة لنصف نهار فقط خلال الأسبوع. كانت
ظروفا قاسية وجد البعض فيها مبررا للجريمة التي اقترفت لاحقا , لا بل أن
بعض نقابات العمال آنذاك اتخذت من هذه الجريمة ذريعة للمطالبة بتقليل
ساعات العمل , فيما رأى فيها الاشتراكيون صورة تجسد بجلاء الصراع طبقي!.
في
ليلة الجريمة , 2 شباط / فبراير عام 1933 , حدث شجار لفظي بين كرستين
والسيدة لانسلن , فجأة فقدت كرستين صوابها و أصيبت بنوبة عنف هستيرية هوت
خلالها على رأس السيدة لانسلن بكرة حديدية , من النوع الذي يوضع على
السلالم , و تابعت ضربها حتى بعد أن سقطت أرضا , وحين هرعت ابنة السيدة
لانسلن لمساعدة أمها تعرضت هي الأخرى إلى ضربة قوية على وجهها أسقطتها
أرضا بلا حراك , و فيما كانت كرستين تهوي على رؤوس المرأتين بالكرة
الحديدية نزلت أختها ليا من غرفتها وهي تحمل بيدها مطرقة حديدية أخذت تضرب
بها وجه الابنة , كان واضحا بأن الشقيقتان دخلتا في نوبة جنون و فقدتا
السيطرة على أعصابهما تماما , ثم أقدمت كرستين على الفعل الأبشع في
الجريمة كلها , إذ أولجت إصبع يدها إلى داخل محجر عين السيدة لانسلن ,
التي كانت لاتزال على قيد الحياة , فاقتلعت عينها ثم مدت إصبعها إلى العين
الأخرى و اقتلعتها أيضا , كان منظرا بشعا بحق اختلط فيه الدم المتدفق
بغزارة من وجوه الضحايا مع صرخاتهم المتألمة و ضحكات الشقيقتان المجنونة ,
و لأن ليا كانت واقعة تحت تأثير شخصية أختها و كانت تحاول تقليدها في كل
شيء , لذلك قامت هي الأخرى باقتلاع عين ابنة السيدة لانسلن , والتي من حسن
حظها أنها كانت قد فارقت الحياة حينذاك , بعد ذلك توجهت ليا إلى المطبخ و
أحضرت سكينا كبيرا أخذت تضرب به وجه الابنة فيما استمرت كرستين بضرب وجه
السيدة لانسلن بالكرة الحديدية. كان التركيز على ضرب الوجه و تشويهه غير
مفهوما و مبررا و اثار استغراب رجال الشرطة الذين لاحظوا ان جسدا السيدة
لانسلن و ابنتها كانا بحالة سليمة فيما كان الوجه قد اختفت معالمه كليا.
المحاكمة و السجن
بعد
فترة احتجاز استمرت عدة أشهر , تم تقديم الشقيقتان لمحاكمة نالت تغطية
إعلامية واسعة. في الجلسات الأولى بدت كرستين في حالة يرثى لها بسبب فصلها
عن شقيقتها ليا , لكن حالتها تلك لم تمنع محاولاتها المتكررة لحماية
أختها و محاولة تبرئتها عن طريق الإعلان مرارا و تكرارا بأنها تتحمل وحدها
مسؤولية الجريمة و بأن ليا بريئة تماما.
صورة نادرة لـ ليا بابن قبل وفاتها عام 2001
|
أثناء
فترة المحاكمة أصيبت كرستين بحالة هستيرية في زنزانتها في السجن , لقد
وجدها الحراس و هي تحاول اقتلاع عينها بأصابع يديها , كان منظرا مخيفا
تقشعر له الأبدان و ربما كانت لتنجح في اقتلاع عينها لولا تدخل حراس السجن
الذين قاموا بربطها ثم نقلوها لاحقا إلى إحدى المصحات العقلية , وفي جلسة
المحاكمة اللاحقة قالت كرستين أن النوبة التي اعترتها في الزنزانة كانت
هي نفسها التي انتابتها فجأة في ليلة الجريمة , لقد شعرت آنذاك برغبة
غريبة لا تقاوم في اقتلاع عيني السيدة لانسلن!.
خلال
المرافعات الطويلة للمحاكمة تبين للجميع بأن الشقيقتين مختلتين وغير
طبيعيتين , كانتا تعانيان من أمراض نفسية خطيرة و تجمعهما علاقة جنسية
شاذة , كانت كرستين في لقاءاتها القليلة و القصيرة مع ليا أثناء فترة
الاعتقال التي سبقت المحاكمة تخاطبها بكلام الحب و الغرام و تتبادل القبل
معها كأنهما عاشقان. و هذه العلاقة الغريبة التي جمعت بين الشقيقتين جعلت
بعض المحققين يعتقدون بأن النوبة الهستيرية التي انتابت كرستين في ليلة
الجريمة كان السبب الحقيقي ورائها هو إصرار السيدة لانسلن على الفصل بين
نوبات عمل الشقيقتين بحيث لا يتاح لهما الاجتماع مع بعضهما إلا قليلا , فمن
المحتمل جدا ان السيدة لانسلن كانت قد اكتشفت العلاقة الجنسية الشاذة
التي تجمع بينهما كما أدركت التأثير السيئ لشخصية كرستين على أختها
الخاضعة لها تماما.
انتهت محاكمة
الشقيقتين بالحكم على كرستين بالإعدام بالمقصلة إلا أن الحكم خفف لاحقا إلى
السجن المؤبد لأن الكثير من الناس اعتقدوا بأنها بحاجة إلى العلاج النفسي
و ليس إلى الإعدام , أما ليا فقد حكم عليها بالسجن لعشرة سنوات مع
الأشغال الشاقة , و هو حكم اجمع كل من تابع القضية على انه مبالغ فيه لأن
ليا كانت امرأة بسيطة وقليلة الذكاء وخاضعة كليا لشخصية أختها التي تتحمل
الوزر الأكبر من الجريمة.
بعض الافلام المقتبسة عن قصة الشقيقتين
|
كرستين
أودعت مصحة عقلية و سرعان ما أخذت حالتها النفسية و الصحية تتدهور بسبب
فصلها عن ليا و لم تلبث أن ماتت في عام 1938 بعد خمسة سنوات فقط على
سجنها , اما ليا فقط أطلق سراحها من السجن بعد ثمان سنوات لحسن السير و
السلوك , ثم توارت عن الأنظار و قامت بتغيير اسمها , و ويقال أنها ذهبت
للعيش مع أمها و عملت كمنظفة في إحدى المؤسسات الحكومية.
في عام 1982 توصل احد الصحفيين إلى ليا و أجرى معها مقابلة أخيرة و يتيمة انقطعت بعدها أخبارها تماما وظن الجميع بأنها ماتت. لكن احد البرامج الوثائقية الفرنسية الجديدة التي تناولت قضية و حياة الشقيقتين ذكرت أن ليا ماتت عام 2001 و أنها حتى أخر لحظة من حياتها كانت تحمل صورة شقيقتها في جيبها و كانت تقول ان كرستين هي أحب و اعز إنسان إلى قلبها في هذا العالم.
في عام 1982 توصل احد الصحفيين إلى ليا و أجرى معها مقابلة أخيرة و يتيمة انقطعت بعدها أخبارها تماما وظن الجميع بأنها ماتت. لكن احد البرامج الوثائقية الفرنسية الجديدة التي تناولت قضية و حياة الشقيقتين ذكرت أن ليا ماتت عام 2001 و أنها حتى أخر لحظة من حياتها كانت تحمل صورة شقيقتها في جيبها و كانت تقول ان كرستين هي أحب و اعز إنسان إلى قلبها في هذا العالم.
نالت
قضية الشقيقتان بابين حيزا كبيرا من الشهرة و أصبحتا خلال العقود
المنصرمة موضوعا مثيرا للعديد من المسرحيات و الأفلام السينمائية كان
أشهرها فلم (Sister My Sister ) عام 1995 و فلم (Murderous Maids ) عام 2000.
تعليقات
إرسال تعليق