هناك تشوهات خلقية أغرب من الخيال ..
جوجو الفتى صاحب وجه الكلب
Jo-Jo the Dog-Faced Boy
جوجو .. صاحب وجه الكلب ..
|
هذا الفتى الذي ترونه بالصورة هو جوجو صاحب
وجه الكلب , هذا المسكين ولد لأب مدمن على الشراب اسمه أدريان لا تكاد
الكأس تفارق يده , وللعلم ورث هذا الفتى مظهره من والده السكير حيث كان
والده لديه نفس التشوه . وكما تعلمون جميعا فأن مدمني الكأس والراح هم
أناس أصحاب مشاكل , ولهذا فقد هرب الوالد السكير من قريته في احد الأيام
مصطحبا معه أبنه , ربما بسبب تراكم الديون عليه , فشخص مثله لا يعمل ومدمن
على الشراب من أين له نقود يسدد بها ديونه . وقد انتهى المطاف بالأب
والابن للعيش في الغابة , عاشا هناك حياة الوحوش , وبقيا هناك حتى أتى
اليوم الذي تم فيه بيع جوجو إلى سيرك بارنوم .
وكأي سيرك في القرن التاسع عشر وبدايات
القرن العشرين , كان مطمح أصحابه هو رفع إيراداتهم , فكانوا يبحثون عن
المساكين ذوي الأشكال والعاهات الغريبة , يشترونهم من أهاليهم مقابل مبالغ
زهيدة , ثم يتاجرون ببؤسهم عن طريق عرضهم على الناس في السيرك , وهذا هو
بالضبط ما حصل مع جوجو . ولإضفاء مزيد من الإثارة , فقد أشاعوا كذبا بأن
جوجو ولد نتيجة لعلاقة آثمة بين أمه الفلاحة ودب!.
جوجو المسكين أمضى عدة سنوات في السيرك ,
وفي احد الأيام سقط والده أدريان ميتا جراء شدة الإفراط بالشرب , فما كان
من جوجو إلا أن يمضي بعمله مع السيرك , وقد اشترط عليه مالكي السيرك أن
يتعلم النباح وتصرفات الكلاب جميعها , مما أسبغ عليه لقب الفتى الكلب ,
وخلال فترة قصيرة أصبح من المع نجوم سيرك بارنوم , فكان الكثيرون يذهبون
لمشاهدته , ليتعرفوا على الفتى صاحب وجه الكلب , لكنهم للأسف لم يتعرفوا
على جوجو الإنسان , جوجو الحساس الذكي الذي يتكلم أربع لغات .. الألمانية
,الإنكليزية , الروسية بالإضافة إلى لغته الأم.
جوليا بسترانا
Julia Pastrana
جوليا بسترانا .. المرأة القرد ..
|
جوليا هي فتاة مكسيكية من أصول هندية ولدت
عام 1834 , لقبها الكثيرون بالمرأة القرد , وذلك بسبب فمها وانفها
الكبيرين بشكل غير طبيعي , إضافة لامتلاكها أذنين كبيرتين . وقد أصبحت
جوليا بعهدة رجل يدعى ثيودور لينت , أشتراها من والدتها , وكانت تستطيع
الرقص وعزف الموسيقى . وقام لينت بتعليمها القراءة والكتابة بعدة لغات ,
ثم أخذها معه بجولة عالمية بغية الكسب المادي , حيث كان يقوم بعرضها على
الناس مقابل النقود , بعبارة أخرى , كان سيركا من شخص واحد , ومن ثم تزوجها
لغاية في نفسه , وبعد فترة من الزواج أنجبت له طفلا يمتلك نفس صفاتها
لكنه مات بعد عدة أيام , وجوليا نفسها ماتت بعد طفلها بأيام قليلة متأثرة
بمضاعفات الولادة , وكانت وفاتهما خلال جولة للزوجين في روسيا عام 1860 ,
وكانت جوليا قد ناهزت السادسة والعشرين عاما عند وفاتها .
مومياء جوليا مع أبنها .. وصورة أخرى يعتقد أنها لثيودور لنت مع المومياء ..
|
الزوج الانتهازي لم يحزن على موت زوجته بقدر
حزنه على المال الذي كانت تدره عليه , وفي لحظة من الدهاء الممزوج بالخسة ,
قرر الزوج السيئ أن يحنط زوجته وابنه الميت ليتابع كسبه المادي , غير
أبه بشكل زوجته المحزن وابنه الصغير , فلم يدفنهما وإنما أحتفظ بجثتيهما
داخل صندوق زجاجي . لا بل قد بلغت به الخسة والانتهازية أن يتزوج من امرأة
أخرى لها نفس مواصفات زوجته الراحلة جوليا , وذلك بغية توسيع السيرك
الخاص به , وقد أطلق على زوجته الجديدة اسم زينورا باسترانا , لكنه نال
جزاءه العادل لاحقا حيث القي به في مصح عقلي , ومن بعده اختفت مومياء
جوليا وابنها حتى عام 1921 حيث وجدت في اوسلو بالنرويج وظلت تعرض للعامة
حتى سبعينات القرن الماضي عندما تم تهديد الحكومة النرويجية من قبل ناشطين
حقوقيين برفع دعاوي ضدها , فأخفتها عن العامة حتى تمت سرقتها 1979 , ومن
ثم تم استرجاعها بعد مدة قصيرة , وبعد ذلك تم حفظها في معهد الطب الشرعي
في اوسلو عام 1990 ومن ثم تم إرجاعها إلى المكسيك في فبراير 2013 لتوارى
الثرى في بلادها .
كوكو الفتاة الطائر
Koo-Koo the Bird Girl
كوكو .. الفتاة الطائر ..
|
أسمها ميني ويلزي , ولدت عام 1880 في جورجيا
, ورافقتها منذ ولادتها حالة تعتبر من اغرب الحالات المرضية على مدى
العصور , ألا وهي متلازمة فيرتشو- سيكيل , وهي شديدة الندرة , حيث لم تسجل
إلا حالات معدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليد . ومن أعراض هذه المتلازمة
تقزم الرأس , حيث يصبح شكل الرأس كرأس الطير , وشكل الأنف كالمنقار ,
ويؤدي المرض إلى عدم نمو الرأس بصورة طبيعية , وبالتالي تكون قدرات المريض
العقلية محدودة , وهذه المتلازمة تترك صاحبها أصلع وأعمى وبلا أسنان .
ميني أمضت الفترة الأولى من حياتها بملجأ
في جورجيا , إلى أن تبناها رجل سيرك , بالطبع لم يكن هدفه فعل الخير ,
وإنما وجد في ميني منجم ذهب ووسيلة لكسب ثروة طائلة من خلال عرض حالتها
الغريبة على الناس .. فالناس بطبيعتها تتلهف لرؤية أي شيء غريب .
كوكو .. ظهرت في بعض الأفلام السينمائية في ثلاثينات القرن المنصرم ..
|
بدايات ميني مع السيرك كانت في شمال كارولينا
الأميركية , حيث ذاع صيتها بعد أن أشيع كذبا إنها أمريكية من أصول هندية ,
وتم خداع الناس بزعم أنها من أطفال الأزتك . وكانت ميني تخشى وتخجل من
الناس في بادئ الأمر , ولم تكن تتجاوب معهم , لكن مع الأيام أعجبها اهتمام
المشاهدين بها وأصبحت حديث الكثيرين , وفي عام 1932 صارت تعرف بأسم كوكو
الفتاة الطائر . وتوالت سلسلة نجاحاتها , ومن ثم ذهبت إلى جزيرة كوني تحت
مسمى كوكو الفتاة العمياء من المريخ , وطبعا كان كل الربح المادي يذهب
للمشرفين عليها , سواء ذلك الرجل الذي تبناها أول مرة أو غيره . وربما
كانت ميني تحصل على القليل , وقد بقيت تعمل في السيرك حتى عام 1960 عندما
دهستها سيارة وماتت عن عمر يناهز الثمانين , كانت خلالها مصدر ثروة لآخرين
قاموا باستغلالها .
تعليقات
إرسال تعليق