رعب لم تعرف له
الارض مثيلا ، الاف البشر يقتلون و يمثل بجثثهم في ليلة واحدة لأرضاء
الالهة و لكي لا تتوقف الحياة و لا يتدمر الكون!! ليلة الدم الطويلة هذه
لا تنتهي و لا يتوقف القتل فيها الا عند بزوغ الشمس و التي تعني ان
الالهة قد اكتفت من دماء البشر و رضت بالقرابين التي قدمت لها و ان
الحياة ستستمر لـ 52 سنة اخرى ، مجازر و مناظر قد ترتعد لها فرائص اشجع
الرجال عزيزي القاريء و لكنها كانت جزءا روتينيا من ثقافة و حضارة امة
الازتك العظيمة ، تعال معنا الى ارض شعب الشمس لكي تتعرف على تفاصيل
التضحية بالبشر و لا تنس دوما بأن ما تقرأه هنا هو حقائق صورتها نقوش
معابد شعب الازتك و كتابات شهود العيان و اكدها علماء التاريخ ،
في أربعة ايام تم التضحية بـ 80400 أنسان!!!
صورة تمثل عملية تضحية بالبشر في احد معابد الازتك لأله الشمس الذي تظهر صورته الى اعلى يمين الصورة
-"لقد تفجر الكون سابقا و تدمرت
الارض و الشمس اربع مرات قبلنا و هذه هي شمسنا الخامسة التي مألها الى
الدمار لا محالة و لكن علينا ان نؤخر هذا المصير المحتوم ما استطعنا"
-"و كيف نغعل ذلك ايها الكاهن؟"
-"بالمزيد و المزيد من القلوب
البشرية الطازجة نقدمها للألهة لكي تقوى على حمل الكون لدورة زمنية اخرى ..
المزيد من الاضحية البشرية قد تؤخر النهاية"
هكذا كان كهنة الازتك يقولون للناس و على
هذه العقيدة استمر سيل الاضحية البشرية تتدفق على معابد الازتك المدرجة
لتلاقي مصيرا واحدا لا يقبل الجدل ، الموت و بأبشع صورة ، و لكي يوفر
الازتك هذا الكم الهائل من الاضحية كان لزاما عليهم الدخول في حروب مستمرة
للحصول على الاسرى الذين كانوا يستخدمون فيما بعد في طقوس التضحية
المستمرة على مدار السنة الازتكية و شهورها الثمانية عشر التي يتكون كل
منها من عشرين يوما و يقام في نهاية كل منها احتفال كبير تتم فيه التضحية
بالبشر لأحد الهتهم.
اكثر الاضحية كانت تقدم الى اله الشمس و احيانا التضحية كانت تقام فجر كل يوم ، فكل بزوغ لأشعة الشمس يستوجب شكر الألهة لأنه يعني ان الحياة ستستمر ليوم اخر ، كان يؤتى بالضحية الى اعلى الهرم حيث يتلقاه خمسة من الكهنة يقوم اربعة منهم بتمديده على حجر المذبح و الامساك بيديه و قدميه بقوة لتثبيته ثم يقوم الكاهن الخامس بشق بطنه بسكين حجرية حادة حتى يصل الى القلب حيث يقوم بقطعه و اخراجه و هو لازال ينبض و يرفعه الى السماء بيده لكي يريه للاله ثم يرميه في حفرة حجرية منحوته في تمثال لحيوان الجاكوار حيث تحفظ قلوب الاضحية فيها ، اما جسم الضحية فيرمى على سلم المعبد حيث يقوم مقاتلي الازتك بسحبه و تقطيعه ثم يقومون بأكل اليدين و الاقدام و اما البدن و الاحشاء فترمى للحيوانات المفترسة في حين يوضع الرأس على عصي خشبية تسمى "تزومبانتلي".
كانت هناك ايضا اضحية بشرية تقدم الى اله الليل ، حيث يعطون للضحية سلاح بسيط و يضعونه في الحلبة مقابل اربعة من مقاتلي الجاكوار او النسور الازتكية (مقاتلي النخبة) المسلحين تسليحا كاملا حيث كان هؤلاء يقومون بتقطيع الضحية اربا فيما يشبه حلبة القتال الرومانية "gladiatorial" ، و من الالهة الاخرى التي كانت تحظى بعدد كبير من الاضحية هو اله النار حيث كان الضحية يقتل بطريقة بشعة بوضعه في النار ليحترق ثم يقومون بأخراجه قبل ان يموت و تفتح بطنه و يستخرج قلبه ، كانوا يظنون بأنهم ان لم يقدموا اضحية لأرضاء هذا الاله فأن حريقا كبيرا سيشب في المدينة.
و ربما ابشع انواع التضحية هي تلك المقدمة الى اله المطر ، حيث كانوا يقدمون له الاطفال من الصبيان و البنات صغار السن ، كان الكهنة يجبرون الاطفال على البكاء قبل قتلهم ، احيانا بسحب و تمزيق اظافرهم ، حيث كانوا يعتبرون دموع الاطفال فألا حسنا سيكافئهم الاله عليها بالامطار الغزيرة ، كان الاطفال يرمون احيانا من اعلى المعبد او يتم اغراقهم او يضربون حتى الموت و اما الفتيات فكانت تنزع جلودهم و تقدم الى المقاتلين ليرتدوها و يرقصوا بها من اجل الحصول على محصول زراعي وفير
اكثر الاضحية كانت تقدم الى اله الشمس و احيانا التضحية كانت تقام فجر كل يوم ، فكل بزوغ لأشعة الشمس يستوجب شكر الألهة لأنه يعني ان الحياة ستستمر ليوم اخر ، كان يؤتى بالضحية الى اعلى الهرم حيث يتلقاه خمسة من الكهنة يقوم اربعة منهم بتمديده على حجر المذبح و الامساك بيديه و قدميه بقوة لتثبيته ثم يقوم الكاهن الخامس بشق بطنه بسكين حجرية حادة حتى يصل الى القلب حيث يقوم بقطعه و اخراجه و هو لازال ينبض و يرفعه الى السماء بيده لكي يريه للاله ثم يرميه في حفرة حجرية منحوته في تمثال لحيوان الجاكوار حيث تحفظ قلوب الاضحية فيها ، اما جسم الضحية فيرمى على سلم المعبد حيث يقوم مقاتلي الازتك بسحبه و تقطيعه ثم يقومون بأكل اليدين و الاقدام و اما البدن و الاحشاء فترمى للحيوانات المفترسة في حين يوضع الرأس على عصي خشبية تسمى "تزومبانتلي".
كانت هناك ايضا اضحية بشرية تقدم الى اله الليل ، حيث يعطون للضحية سلاح بسيط و يضعونه في الحلبة مقابل اربعة من مقاتلي الجاكوار او النسور الازتكية (مقاتلي النخبة) المسلحين تسليحا كاملا حيث كان هؤلاء يقومون بتقطيع الضحية اربا فيما يشبه حلبة القتال الرومانية "gladiatorial" ، و من الالهة الاخرى التي كانت تحظى بعدد كبير من الاضحية هو اله النار حيث كان الضحية يقتل بطريقة بشعة بوضعه في النار ليحترق ثم يقومون بأخراجه قبل ان يموت و تفتح بطنه و يستخرج قلبه ، كانوا يظنون بأنهم ان لم يقدموا اضحية لأرضاء هذا الاله فأن حريقا كبيرا سيشب في المدينة.
و ربما ابشع انواع التضحية هي تلك المقدمة الى اله المطر ، حيث كانوا يقدمون له الاطفال من الصبيان و البنات صغار السن ، كان الكهنة يجبرون الاطفال على البكاء قبل قتلهم ، احيانا بسحب و تمزيق اظافرهم ، حيث كانوا يعتبرون دموع الاطفال فألا حسنا سيكافئهم الاله عليها بالامطار الغزيرة ، كان الاطفال يرمون احيانا من اعلى المعبد او يتم اغراقهم او يضربون حتى الموت و اما الفتيات فكانت تنزع جلودهم و تقدم الى المقاتلين ليرتدوها و يرقصوا بها من اجل الحصول على محصول زراعي وفير
التقويم الازتكي و مهرجانات القتل
صور متنوعة من مخطوطات ازتكية و اسبانية تصور عملية التضحية و تقطيع جسد الضحية
عقيدة الازتك في ان الكون سيفنى لا محالة و
ان عليهم ان يؤخروا دمار العالم عن طريق ارضاء الالهة بالاضحية ، ربما
تكون هو السبب الرئيسي لسيل الدماء المستمر على جدران المعابد المدرجة ،
ففي كل يوم ، كما اسلفنا ، يتم تقديم عدد من الاضحية لأرضاء الالهة و في
نهاية كل شهر ازتكي (20 يوم) يتم تقديم عدد اكبر من الاضحية و في نهاية كل
سنة يقام مهرجان كبير تقتل فيه الاف الاضحية ، و كل ذلك من اجل ان يستمر
تقويم الازتك و لا يحل الدمار بالعالم و خصوصا في نهاية دورة الـ 52 سنة
الازتكية حيث كانوا يعتقدون انه في نهاية احدى هذه الدورات الزمنية سيدمر
العالم لذلك كانت تقام في نهاية كل دورة مذبحة حقيقية تقدم فيها الالاف
من الاضحية البشرية ، ففي اخر ليلة من دورة الـ 52 عام يتم اطفاء جميع
النيران في امبراطورية الازتك و يستمر تقديم الاضحية للألهة حتى بزوغ
اشعة الشمس ، حينها يعتقد الازتك بأن الالهة قد تقبلت قرابينهم و ان الكون
سيستمر لـ 52 سنة اخرى ثم يقوم الكهنة بأشعال النار في جسد احد الاضحية و
من هذه النار توقد جميع النيران في امبرطورية الازتك.
الازتك كانوا يؤمنون بأن الحياة تدور مع الدم و بما ان القلب هو منبع الدم فقد كانوا يقومون بتقديم القلوب و هي لاتزال تنبض بالدم الى اله الشمس لكي لا تتوقف الشمس عن الحركة فكما ان الحياة تدور مع الدم فأن الشمس بحاجة للاضحية البشرية لكي تستمر بالدوران و بالتالي لا تتوقف الحياة و لا يتدمر العالم.
ان حاجة الازتك المتزايدة للاضحية البشرية كانت السبب في دخولهم في حرب مستمرة مع جيرانهم من اجل الحصول على الاسرى لتقديمهم كاضحية للمعابد ، و كانت اعداد الاضحية في تزايد مستمر و مرعب ، ففي عام 1487 و بمناسبة اعادة تعمير المعبد الكبير قام الازتك بقتل 80400 ضحية خلال اربعة ايام ، اغلبهم من اسرى الحرب اي بمعدل 20100 ضحية يوميا و هو معدل لم تصل اليه حتى معسكرات القتل النازية في العصر الحديث حيث ان اعلى رقم وصلت اليه هو 19200 ضحية يوميا ، بعض علماء التاريخ يعتقدون بأن عدد اضحية الازتك سنويا كان يصل الى 250000 ضحية و هو رقم ضخم جدا في القرن الخامس عشر حيث يعتقد ان واحد من بين كل خمسة اطفال في امبراطورية الازتك كان يقدم كضحية للألهة ، كما ان هذا العدد الهائل من الاضحية كان يحتاج الى عدد كبير من الكهنة الذين كان يقدر عددهم بـ 5000 كاهن في عاصمة الازتك فقط ، و كان هؤلاء الكهنة يصبغون اجسادهم باللون الاسود و يخضبون شعورهم بدماء الاضحية البشرية و يحدون اسنانهم بطريقة تجعلها اشبه بانياب الحيوانات المفترسة ، كان على كل مقاتل ازتكي لكي يترقى في سلم الجندية ان يقدم اسيرا كضحية للمعبد و احيانا كان عدد من المقاتلين يشتركون معا للحصول على اسير يقدم كضحية و كان المقاتل الذي يقدم اربعة اضحية فأكثر يرقى الى مرتبة مقاتل جاكوار (الجاكوار حيوان مفترس امريكي يشبه الفهد). كما ان الاضحية احيانا كانت تكون من شعب الازتك نفسه و كان عدد كبير من الناس ينذر نفسه و حياته للمعبد و يقدم نفسه كضحية للألهة.
الازتك كانوا يؤمنون بأن الحياة تدور مع الدم و بما ان القلب هو منبع الدم فقد كانوا يقومون بتقديم القلوب و هي لاتزال تنبض بالدم الى اله الشمس لكي لا تتوقف الشمس عن الحركة فكما ان الحياة تدور مع الدم فأن الشمس بحاجة للاضحية البشرية لكي تستمر بالدوران و بالتالي لا تتوقف الحياة و لا يتدمر العالم.
ان حاجة الازتك المتزايدة للاضحية البشرية كانت السبب في دخولهم في حرب مستمرة مع جيرانهم من اجل الحصول على الاسرى لتقديمهم كاضحية للمعابد ، و كانت اعداد الاضحية في تزايد مستمر و مرعب ، ففي عام 1487 و بمناسبة اعادة تعمير المعبد الكبير قام الازتك بقتل 80400 ضحية خلال اربعة ايام ، اغلبهم من اسرى الحرب اي بمعدل 20100 ضحية يوميا و هو معدل لم تصل اليه حتى معسكرات القتل النازية في العصر الحديث حيث ان اعلى رقم وصلت اليه هو 19200 ضحية يوميا ، بعض علماء التاريخ يعتقدون بأن عدد اضحية الازتك سنويا كان يصل الى 250000 ضحية و هو رقم ضخم جدا في القرن الخامس عشر حيث يعتقد ان واحد من بين كل خمسة اطفال في امبراطورية الازتك كان يقدم كضحية للألهة ، كما ان هذا العدد الهائل من الاضحية كان يحتاج الى عدد كبير من الكهنة الذين كان يقدر عددهم بـ 5000 كاهن في عاصمة الازتك فقط ، و كان هؤلاء الكهنة يصبغون اجسادهم باللون الاسود و يخضبون شعورهم بدماء الاضحية البشرية و يحدون اسنانهم بطريقة تجعلها اشبه بانياب الحيوانات المفترسة ، كان على كل مقاتل ازتكي لكي يترقى في سلم الجندية ان يقدم اسيرا كضحية للمعبد و احيانا كان عدد من المقاتلين يشتركون معا للحصول على اسير يقدم كضحية و كان المقاتل الذي يقدم اربعة اضحية فأكثر يرقى الى مرتبة مقاتل جاكوار (الجاكوار حيوان مفترس امريكي يشبه الفهد). كما ان الاضحية احيانا كانت تكون من شعب الازتك نفسه و كان عدد كبير من الناس ينذر نفسه و حياته للمعبد و يقدم نفسه كضحية للألهة.
نضريات حول سبب التضحية بالبشر لدى الازتك
في البداية ليكن معلوما ان اغلب شعوب
العالم مارست التضحية بالبشر في مرحلة ما من تاريخها و ربما تكون قصة
ابراهيم الخليل مع ابنه اسماعيل عليهما السلام و المذكورة في اغلب الكتب
السماوية هي دليل على وجود جذور للتضحية بالبشر في العالم القديم ، فقد عرف
السومريون و الفراعنة و الكنعانيون و الصينيون التضحية بالبشر و كذلك
عرفته القبائل البربرية الاوربية في العصور القديمة (راجع رحلة ابن فضلان
و ما رواه حول مشاهداته في بلاد الرس) كما عرفته بعض القبائل الافريقية و
لكنه لم يصل في حجمه و كمه الى ما عرفته شعوب و حضارات امريكا الجنوبية
كالمايا و الانكا و التولنك و الازتك .. الخ ، فجميع هذه الشعوب مارست
التضحية البشرية و كان الازتك اكثرها ممارسة لهذه العادة من حيث العدد و
ربما يعطي التقويم الازتكي تفسيرا مهما لأسباب الافراط بالتضحية البشرية
لدى الازتك الا ان علماء التاريخ يذكرون اسبابا و نضريات اخرى اهمها :
- ان الازتك كانوا يفتقدون في غذائهم الى البروتين لذلك حاولوا التعويض عن ذلك بأكل لحوم البشر حيث كانوا يقومون بأكل اجزاء من جسم الضحية ، الا ان بعض العلماء يدحضون هذه النضرية بالقول ان غذاء الازتك كان حقا يفتقر الى البروتين الحيواني و لكنه كان غنيا بالبروتين النباتي.
- ان الازتك كانوا يفتقدون في غذائهم الى البروتين لذلك حاولوا التعويض عن ذلك بأكل لحوم البشر حيث كانوا يقومون بأكل اجزاء من جسم الضحية ، الا ان بعض العلماء يدحضون هذه النضرية بالقول ان غذاء الازتك كان حقا يفتقر الى البروتين الحيواني و لكنه كان غنيا بالبروتين النباتي.
- نضرية اخرى تقول بان الازتك كانوا
يستعملون التضحية البشرية كدعاية لهم لأثارة الرعب في نفوس اعدائهم و
انهم كانوا يبالغون في اعداد الاضحية لأجل بث الخوف و اضعاف مقاومة
اعدائهم.
- و هناك نضرية اخرى و مؤيدوها هم من احفاد
الازتك في المكسيك و ترى هذه النضرية ان جميع ما ذكرته الكتب عن التضحية
البشرية لدى الازتك هو كذب و تدليس قام به المستعمرون الاسبان لتشويه
صورة شعوب الهنود الحمر في الامريكيتين و تبرير المجازر التي قاموا بها بحق
هذه الشعوب و ربما تكون هذه النضرية محقة نوعا ما حيث ان الاسبان اسهبوا
و بالغوا في وصف بربرية شعوب الازتك و لكن تبقى هناك حقيقة ان الكثير من
نقوش و رسوم التضحية البشرية مأخوذة من معابد و اثار الازتك نفسها.
تعليقات
إرسال تعليق