هل هناك وحش حقا مختبأ تحت سرير نومنا ؟ ..
هناك أمور لا يعرفها الكثيرون عن سرير نومهم
, فهو قد يخفي ما لا يخطر على بال . هل تعلم مثلا بأن هناك العديد من
الطفيليات التي تعيش في سرير نومك , وربما تستمع بامتصاص دمك كل ليلة من
دون أن تعلم . وهل تعلم بأن أسفل سريرك هو بمثابة منزل الأحلام للعنكبوت
والصرصور والوزغ – ابو بريص – .. وكذلك لنوع من الجن المشاكس يعشق
الاختباء هناك , حتى أذا ما نمت وأغلقت عينيك مد يده خلسة وأيقظك بسحب
أصابع قدميك ! , وعلى العكس من هذا الجني , هناك جني آخر يدعى الجاثوم ,
يفضل الجلوس فوق السرير لا تحته , جاثما على صدرك وخانقا أنفاسك خلال نومك
.
الجاثوم .. يجثم على صدر النائمين ..
|
وهل تعلم بأن هناك حالة نفسية , فوبيا , مرتبطة بالسرير تدعى (Clinophobia )
, يخشى فيها المصاب الذهاب إلى سرير نومه , لأن السرير يقترن في ذهنه
بأمور وتجارب سيئة , كسماع أصوات مريبة .. رؤية كوابيس مرعبة .. الهاجس من
الموت أثناء النوم .. أو بسبب الخوف من الخرافات المرعبة المرتبطة
بالسرير .. فبعض الأمهات درجن على تخويف أطفالهن بوجود وحش راقد تحت
السرير سيظهر ليأكلهم إذا لم يسلموا جفونهم للنوم بهدوء . وهناك خرافة
سمعتها في صغري مفادها أن الإنسان أذا ما أستيقظ من نومه وقام عن سرير
فعليه أن يطوي فراشه ولا يتركه مبسوطا لكي لا ينام الجن عليه ! ...
هناك في الواقع نماذج كثيرة للخرافات
والقصص الشعبية المرتبطة بالسرير , كقصة السفاح الرابض تحت السرير الذي
يخرج ليلا ليفتك بجميع أفراد الأسرة . أو قصة العاشق الذي يختبئ كل ليلة
تحت سرير عشيقته , حتى إذا ما نام زوجها نزلت إليه وأكملت السهرة معه تحت
السرير ! .. هناك أيضا حكاية شعبية انتشرت على الانترنت قبل بضعة سنوات
وتسببت بالرعب للكثيرين , خصوصا صغار السن .. سأرويها لكم باختصار ..
القصة تدور حول ليزا , وهي فتاة جميلة مطيعة
لوالديها تعيش في بلدة صغيرة . في مساء أحد الأيام اضطر والدا ليزا للذهاب
إلى المدينة الكبيرة لأمر هام , كان عليهما ترك أبنتهما الوحيدة في
المنزل مع كلب العائلة الضخم ليحرسها , أخبراها قبل أن يغادرا بأن تحكم
قفل جميع الأبواب والنوافذ , وأن لا تفتح الباب لأي شخص غريب .. إذ كانت
هناك إشاعة بوجود سفاح مختل طليق في البلدة ..
تدور القصة حول فتاة أسمها ليزا ..
|
وبالفعل طبقت ليزا توصيات والديها حرفيا ,
فما أن غادرا حتى دارت على جميع الأبواب والنوافذ فأحكمت إغلاقها وقفلها .
لكن كانت هناك نافذة في القبو لم تتمكن ليزا من أن إغلاقها , كانت نافذة
قديمة , مما أضطر ليزا لتركتها مفتوحة جزئيا , لكنها وضعت منضدة كبيرة خلف
باب القبو للتأكد بأن حدا لن يتسلل إلى المنزل عبرها .
وبعد أن تناولت عشاءها وشاهدت التلفاز لبعض
الوقت ذهبت ليزا لتنام في حجرتها , كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل ,
وطبعا أخذت معها كلبها الضخم , لأن وجوده معها كان يعطيها شعورا بالأمان ,
وكان الكلب معتادا على النوم أسفل سريرها .
ولسبب ما استيقظت ليزا من نومها خلال الليل
, ربما لأنها لم تكن مرتاحة لبقائها وحيدة في المنزل . نظرت إلى الساعة ,
كانت تشير إلى الثانية والنصف بعد منتصف الليل , وتناهى إلى سمعها صوت من
الحمام .. طق .. طق .. طق .. فظنت بأنها لم تحكم غلق الحنفية , ولأنه ليس
بالأمر الهام فقد عادت إلى النوم مجددا , لكنها كانت متوترة , ولهذا مدت
يدها إلى حافة السرير وشعرت باطمئنان كبير عندما أحست بالكلب يلعق أصابعها
.
بعد ساعة استيقظت ليزا مجددا , كانت تشعر
بمزيد من التوتر , وكان السكون عميقا وموحشا باستثناء الصوت القادم في
الحمام .. طق .. طق .. طق .. أرادت أن تقوم لتغلق الحنفية , لكنها شعرت
بالخوف , فدست رأسها تحت الفراش ومدت يدها مجددا إلى حافة السرير , وحين
لعق الكلب أصابعها شعرت بالاطمئنان وعادت للنوم .
قرابة الساعة السابعة صباحا استيقظت ليزا
من نومها وهي تشعر بارتياح كبير لعلمها بأن أبوها وأمها سيعودان قريبا ,
قفزت عن سريرها بنشاط وحيوية وتوجهت إلى الحمام , وما أن فتحت الباب حتى
كاد قلبها أن يخرج من مكانه من شدة الرعب ..
فعلى جدار الحمام الأبيض كانت هناك عبارة
مكتوبة بالدم تقول : "الإنسان بإمكانه أن يلعق أيضا يا جميلتي" .. وبجوار
العبارة , على دش الحمام , رأت ليزا كلبها مشنوقا وقد تم سلخ جلده , وكانت
قطرات الدم تنساب منه وتسقط على الأرض ببطء وهي تصدر صوتا مميزا .. طق ..
طق .. طق ..
يقال بأن هذه القصة حدثت فعلا قبل سنوات
بعيدة , وبأن السفاح المختل الذي قتل الكلب لم يلقى القبض عليه أبدا , وبأن
ليزا تعرضت هي نفسها للقتل بعد عدة سنوات , تسلل أحدهم إلى منزلها فقام
باغتصابها ثم قتلها وسلخ جلدها .. مثل الكلب تماما . والأدهى من ذلك .. هو
أن كل من يقرأ هذه القصة ولا يرويها أو يرسلها عبر الأيميل أو الفيسبوك
لثلاث وعشرين شخصا آخرين .. فأنه سيتعرض لنفس مصير الكلب وليزا !! ..
يا لها من قصة .. الحمد لله أنها مجرد خرافة .. أو هذا ما أتمناه .. لأني مثل ليزا .. أنام وحيدا في غرفتي .
كانت هناك رائحة كريهة بالحجرة ..
|
هناك قصة أخرى عن السرير مشهورة في أمريكا ,
تروى في ليالي الهالوين لإثارة الرعب في النفوس . وهي تتحدث عن عروسين
ذهبا لقضاء شهر العسل في مدينة لاس فيجاس وكانا محظوظين لأنهما عثرا على
حجرة فارغة في أحد فنادق المدينة , فموسم السياحة كان على أشده في ذلك
الوقت من السنة والحصول على حجرة في مدينة الملاهي الشهيرة لم يكن بالأمر
الهين .
سعادة الزوجين بعثورهما على حجرة لم تدم طويلا , فما أن وطئت أقدامهما أرض تلك الحجرة حتى أزكمت أنفاسهما رائحة كريهة لا تطاق .
العريس نزل إلى إدارة الفندق واشتكى من
الرائحة وطلب أن يعطوه حجرة بديلة . لكن صاحب الفندق أعتذر منه قائلا بأن
جميع الغرف الأخرى محجوزة , وعرض بدلا عن ذلك أن يرسل العروسين ليتناولا
الغداء على حسابه في أي مطعم يختارانه بينما يقوم المنظفون بتفحص الغرفة
وتنظيفها .
وبالفعل ذهب العروسان وتناولا طعامهما في
أحد مطاعم المدينة الفاخرة , ثم عادا إلى حجرتهما بعد ساعتين ليفاجئا بأن
الرائحة الكريهة مازالت موجودة . ومرة أخرى أتصل العريس بصاحب الفندق
مشتكيا من الرائحة . فأعتذر صاحب الفندق مجددا وأخبره بأنه سيحاول العثور
على حجرة لهما في فندق آخر . وبالفعل أتصل بالكثير من فنادق المدينة , لكن
جميع الغرف كانت محجوزة , فعاود الاتصال بالعريس وأخبره عن فشله بالعثور
على حجز في أي فندق آخر , وقال بأنه سيرسل المنظفين مجددا ليتفحصوا الغرفة
بصورة أدق .
العروسان خرجا مجددا عند الغروب , قضيا
أمسية رائعة بالتجول في شوارع المدينة الصاخبة وتناولا العشاء . وفي هذه
الأثناء كان منظفو الفندق يبذلون كل ما بوسعهم للتخلص من الرائحة الكريهة ,
فبدلوا جميع المفروشات وغسلوا الحمام ولطفوا الجو بالمعطرات .
كانت هناك جثة تحت السرير ..
|
وبعد عدة ساعات عاد العروسين مجددا لغرفتهما .
ومرة أخرى كانت الرائحة الكريهة بانتظارهما . فغضب العريس بشدة هذه المرة
وأقسم بأنه مهما كان مصدر الرائحة فأنه سيعثر عليه بنفسه , واخذ يبحث بلا
كلل في أرجاء الغرفة .. تحت السجاد .. خلف الستائر .. أسفل مغطس الحمام
.. في الأدراج .. وأخيرا لم يبقى مكان في الحجرة لم يفتشه سوى سرير النوم
الضخم .. فأزاح الأغطية عنه ونحى الوسائد ثم رفع المرتبة .. وهنا بدأت
العروس تصرخ مرعوبة .. فتحت المرتبة كانت تقبع جثة متعفنة لامرأة شابة ! .
هذه القصة أو الخرافة الشعبية مشهورة جدا
في أمريكا كما أسلفنا , لكن ما لا يعرفه الكثيرين عنها هو أنها ليست مجرد
خرافة . فعلى مر التاريخ والعصور تم العثور على آلاف الجثث مخبأة تحت
الأسرة .. العديد من القتلة يحبذون أخفاء جثث ضحاياهم تحت السرير , ربما
لكونها أسهل وأسرع طريقة .
السفاح الأمريكي المجنون ايرل نيلسون كان
متخصصا بقتل النساء وإخفاء جثثهن تحت السرير , طبعا بعد أن يمارس الجنس مع
الجثة أولا – نيكروفيليا - . كان يتجول في طول الولايات المتحدة وعرضها
بحثا عن الطرائد البشرية . أغلب ضحاياه كن من صاحبات النزل – منزل يؤجر
بعض حجراته للمسافرين - , كان يدخل إلى النزل زاعما بأنه يريد تأجير غرفة ,
وكان يمسك بيده نسخة من الكتاب المقدس لكي يعطي انطباعا طيبا عن نفسه ,
وكانت هذه الحيلة تنجح دوما , وما أن تطمئن الضحية إليه وتعطيه ظهرها حتى
يثب عليها ويطبق بيديه على عنقها ولا يتركها إلا وهي جثة هامدة , وبعد أن
يمارس الجنس مع الجثة كان يقوم بسحبها وإخفائها تحت السرير .
جرائم نيلسون لم تقتصر على أمريكا , بل
امتدت إلى كندا أيضا , إحدى ضحاياه هناك كانت بائعة ورد متجولة , فتاة
صغيرة فقيرة أسمها لولا كاون , أستدرجها إلى حجرته بحجة شراء بعض الورد
منها , وبعد أن قتلها ومارس الجنس مع جثتها أخفاها تحت السرير , ولم يتم
اكتشاف الجثة إلا بعد أسبوعين .
وهذا الأمر , أي التأخر في الكشف عن الجثة
تكرر في معظم جرائم نيلسون مما كان يعطيه وقتا كافيا للهروب , فالظاهر أن
الناس نادرا ما ينظرون تحت سرير ..
....
مهلا ! .. لحظة من فضلكم .. دعوني أنظر تحت سريري فلقد بدأ الشك يتسلل إلى قلبي ..
الحمد لله .. لا يوجد شيء سوى "جثة" حذاء الرياضة الذي لم أنتعله منذ أعوام ..
الحمد لله .. لا يوجد شيء سوى "جثة" حذاء الرياضة الذي لم أنتعله منذ أعوام ..
....
نيلسون في قبضة العدالة ..
|
بالعودة إلى نيلسون , فقد قام مرة بقتل
امرأة تدعى ايملي باترسون , قتلها في منزلها وأخفى جثتها كالعادة تحت
السرير . المفارقة هي أنهم بحثوا عن السيدة باترسون في كل مكان , خاضوا حتى
في مياه النهر القريب من المنزل بحثا عنها . لكن أحدا لم يكلف نفسه عناء
النظر تحت السرير ..
أخيرا .. بعد عدة أيام على اختفائها ..
جثا زوجها اليائس على ركبتيه إلى جوار سرير نومه وشبك يديه على حافة
السرير ثم راح يتضرع إلى الله أن يعيد إليه زوجته ..
وحدثت المعجزة !! .. فبينما كان السيد
باترسون يهم بالوقوف وهو يكفكف الدموع عن عينيه , اصطدمت ركبته بشيء ما تحت
السرير , فنظر للأسفل ليعثر على جثة زوجته ! ..
السفاح ايرل نيلسون قتل أكثر من عشرين امرأة قبل أن يلقي القبض عليه ويعدم في عام 1928 .
وفي الواقع ايرل نيلسون لم يكن فريدا في
أسلوبه , أي إخفاء الجثث تحت السرير . فخلال العقود القليلة المنصرمة تم
اكتشاف عشرات الجثث تحت أسرة فنادق ونزل في شتى إنحاء أمريكا ..
في عام 1982 أجتمع ثلاثة لصوص في حجرة أحد
الفنادق في نيوجيرسي وقام أثنين منهما بقتل زميلهما بالسم ثم اخفيا الجثة
تحت السرير وهربا . ولم يتم اكتشاف الجثة إلا بعد أربعة أيام , وذلك بعد
أن أشتكى النزلاء من رائحة كريهة في الحجرة .
في عام 1987 عثرت الشرطة على جثة تحت سرير
أحد الفنادق في ميريلاند , وتبين لاحقا بأن الضحية مات نتيجة جرعة زائدة
من المخدرات , وبأن صديقه الذي كان معه أخفى جثته تحت السرير وولى هاربا .
افضل مكان لاخفاء جثة .. تحت السرير ! ..
|
في عام 1994 أشتكى نزلاء أحد الفنادق في
ميامي من وجود رائحة كريهة في حجرتهما , وقد تبين لاحقا بأن مصدر الرائحة
جثة مخبأة تحت السرير تعود لشابة تدعى جوزفين مارتينيز .
في عام 1999 أشتكى سائحان ألمانيان من
وجود رائحة كريهة في حجرتهما في فندق فاخر بمدينة اتلانتك سيتي , فأرسلت
إدارة الفندق منظفين قاموا بتبديل مفروشات الحجرة , لكن شكوى الزوجين
استمرت خلال اليومين التاليين , ومرة أخرى عاد المنظفون وفتشوا الحجرة
بدقة بحثا عن مصدر الرائحة , حتى انتهى بحثهم إلى جثة رجل مخبأة أسفل
مرتبة السرير , تبين لاحقا بأنه يدعى سول هيرنانديز -64 عاما – قضي طعنا
بالسكين على يد فتاة مراهقة كانت معه .
في عام 2003 أشتكى النزلاء مجددا من وجود
رائحة كريهة في حجرتهما , هذه المرة في فندق بكنساس . وبعد ثلاثة أيام تم
اكتشاف جثة رجل مجهول الهوية مخبأة تحت السرير .
في عام 2010 , في اتلانتك سيتي , أشتكى
زوجين من وجود رائجة كريهة في حجرتهم بأحد الفنادق , ليتم لاحقا العثور
على جثة امرأة تدعى سوني ميلبروك , كان قد مضى أسبوعين على اختفائها من
الفندق , وكان قاتلها قد أخفى جثتها بعناية بين نوابض السرير , الغريب أنه
تم حجز الغرفة أربعة مرات بعد أختفاء سوني من دون أن ينتبه أحد إلى جثتها
المخفية تحت السرير .
تعليقات
إرسال تعليق