عدسة الكاميرا غيرت التاريخ منذ ظهورها في القرن التاسع عشر ..
صورة الفتاة كيم
الفتاة كيم والاطفال يهربون من قنابل النابالم في فيتنام
|
أو الصورة التي أنهت حرب فيتنام الكُبرى.
كانت حرب فيتنام فضيعة بشكل لا يُصدق و تكاد تكون إحدى أكثر الحروب
المدمرة على مر التاريخ نظرا لما أسفرت عنه من خسائر و دمار و خراب .. و
التي أثبتت و بجدارة أنه لا يوجد أقسى و أشد خطورة من الإنسان على بني
جنسه .. فلا زلازل ولا أعاصير أو وحوش قادرة على فعل ما فعله البشر
بأنفسهم .. كم من الأطفال تشردوا و فقدوا أهاليهم في سن مبكرة بسبب حروب
لم يعلموا لمَ بدأت و كيف بدأت و ما الخطأ الذي اقترفوه كي يمروا بذلك ؟؟ .
تعدى تأثير هذه الصورة على العالم تأثير
أي شيء آخر .. و حطمت قلوب آلافٍ من الناس ، و حفرت لها مكاناً بالتاريخ ،
فلقد تسببت و بقوة بإنهاء حرب فيتنام .. و جعلت العالم يتوقف عن غض البصر
عم يحصل من مآسي.
آثار الحروق مازالت ظاهرة على جسد كيم اليوم ..
|
في سنة 1973 يوم 3 يونيو قصف الفيتناميين
الجنوبيين قرية ترانج بان - والتي أحتلها الفيتناميين الشماليين - بقنابل
ملتهبة – نابالم - تسببت بمقتل العشرات و تركت العديد من الجرحى بعاهات
أبدية .. و على طرف القرية بالإمكان رؤية عدد من الأطفال يهربون بأقصى ما
لديهم وعلامات الذهول وعدم التصديق تعلوا وجوههم وخلفهم الجنود يهرولون ..
تظهر الطفلة ( كيم وان ) عارية تماماً و بسبب حرارة القنبلة فقد ذابت
جميع ملابسها ، ظهرها أحترق تماماً ، جلدها ذائب مثل الشمع .. مع ذلك لم
ترى في عينها سوى الخوف والسعي للهرب من ذلك الجحيم .. و التمسك بالحياة .
( نيك آوت ) رجل مولود في الهند الصينية
كان متواجداً عند حدوث تلك الكارثة فلفتت انتباهه الفتاة التي تهرول عارية
بعد أن أكلت النيران جسدها .. ثم ألتقط تلك الصورة المؤلمة و ستصنف لاحقا
كإحدى أبشع صور القرن العشرين - و التي حازت على جائزة ( بوليترز ) عام
1973 - توقفت الطفلة أمامه و قالت بصوتٍ مبحوح بسبب الأدخنة :" ماء ..
أُريد ماءً .. حر .. حر شديد" .
اليوم ( كيم ) كونت أسرة و تعيش حياة
مستقرة في كندا كما تم تعيينها سفيرة النوايا الحسنة ، تزوجت و أنجبت
الأطفال .. و في عام سبعة و تسعين قابلت ( كيم وان ) الطيار المسئول عن
إلقاء القنبلة على قريتها فما كان منها سِوى مسامحته لتمثل أرقى درجات
التسامح و أعلاها .
يذكر أن خسائر الحرب كانت تُقدر بمليون و مائة ألف قتيل من الفيتناميين و ثلاثة ملايين جريح و ثلاثة عشر مليون لاجئ .
بالرجوع للصورة فلقد أثارت الرأي العام في أمريكا مما تسبب بشكل رئيسي بتوقف الحرب .
بالرجوع للصورة فلقد أثارت الرأي العام في أمريكا مما تسبب بشكل رئيسي بتوقف الحرب .
صورة تسببت بانتحار صاحبها
الصورة التي أثارت مشاعر الملايين حول العالم ..
|
من أشهر صور المجاعات ، و هي مجاعة السودان
التي حدثت عام 1993 ، طفلة سودانية تزحف بيأس شديد لتبحث عن طعام بما تبقى
لها من قوة ، و الشمس تحرق جسدها حرقاً و تستنزف طاقتها .. و بالقرب منها
يقف نسر ينتظر موتها القريب كي ينقض عليها و يأكلها .. ملتقط الصورة (
كيفين كارتر ) وُجهت له انتقادات لاذعة بسبب أنه ضل واقفاً يراقب الطفلة
تحتضر و لم يتحرك ساكناً لمساعدتها .. بعد عدة شهور أُصيب باكتئاب حاد
فانتحر .
المصور كيفين كارتر
|
الصورة نشرت لأول مرة في جريدة النيويورك
تايمز ، وحال نشرها تلقت الجريدة مئات وآلاف الاتصالات من أناس يودون معرفة
مصير الطفلة ، هل ماتت ؟ .. هل أكلها النسر ؟ .. أم تمكنت من النجاة ؟
..
في الحقيقة من غير المعلوم على وجه الدقة
ما هو مصير الطفلة ، لكن بحسب بعض المصورين الذين كانوا مع كارتر في تلك
الرحلة بجنوب السودان فأن الصورة التقطت بالقرب من مركز لتوزيع الأغذية
تابع للأمم المتحدة ، وعليه فالمرجح أن لا تكون قد ماتت ، ربما كانت أمها
قد تركتها مؤقتا من اجل استلام المعونة .
على كل حال ، يبدو أن اللوم الذي تلقاه
كارتر ، والشعور بالذنب ، وكل تلك المناظر المرعبة التي شاهدها ، إضافة
إلى بعض المشاكل الشخصية .. كل هذا دفع بكارتر في النهاية إلى الانتحار ،
وقد ترك خلفه رسالة تقول :
"أنا حقا حقا آسف . ألم الحياة يتجاوز بهجتها
إلى درجة أن البهجة لم يعد لها وجود أبدا .. الاكتئاب .. دون هاتف .. دون
مال للإيجار .. دون مال لإعالة الأطفال .. دون مال لدفع الديون .. مال
!!! .. أنا مسكون بذكريات حية عن عمليات القتل والجوع والغضب والألم ..
ذكريات الأطفال الذين يعانون الجوع والألم .. ذكريات رجال حرب مبتهجين
ومجانين ، غالبا من الشرطة ، أو القتلة الجلادين .. سأذهب لألتحق بكين
(صديق ميت ) إذا كنت محظوظا إلى تلك الدرجة " .
أربع أطفال للبيع
4 أطفال للبيع .. ينتظرون ان يشتريهم احد ..
|
الصورة ليست دائماً وردية في أمريكا ، عام 1948 كان الفقر يصل بالبعض إلى درجة عرض أطفالهم للبيع ..
هذه الصورة ظهرت لأول مرة في إحدى الصحف
بمدينة شيكاغو الأمريكية وأثارت الكثير من اللغط منذ ذلك الحين حتى توضحت
حقيقتها مؤخرا . في الصورة تظهر الأم لوسيل شالافوكس وهي تشيح بوجهها عن
الكاميرا ، وعلى السلالم في مدخل المنزل يجلس أربعة أطفال ، في الأعلى
تجلس كل من لانا – 6 أعوام – و راي – 5 أعوام – وإلى الأسفل يجلس ميلتون –
4 أعوام – محتضنا شقيقته الصغرى سو – 2 أعوام - . وأمام المنزل توجد
لافتة كبيرة مكتوب عليها : "أربعة أطفال للبيع .. الاستعلام من الداخل " .
جميع من شاهدوا هذه الصورة تساءلوا عن
حقيقتها ، البعض ظن بأنها مأخوذة عن فيلم ما . آخرون قالوا بأن الأم وضعت
اللافتة أمام المنزل لاستدرار العطف والحصول على المساعدة وأنها لم تكن
تنوي بيع أطفالها حقا .
لكن الحقيقة .. المرة .. تقول بأن لوسيل لم
تكتف ببيع أطفالها الأربعة الظاهرين في الصورة فقط ، وإنما باعت حتى
الطفل الذي كان في أحشاءها ساعة التقاط الصورة .. فقد كانت حاملا ، وأنجبت
لاحقا طفلا أسمته ديفيد ، وباعته هو الآخر .
لكن لماذا باعت أطفالها ؟ ..
لسببين .. أولهما الفقر المدقع .. والثاني
هو أنها كانت واحدة من الأمهات التي لا تستحق أن تكون أما أبدا .. فهناك
أمهات هن أبعد ما يكن عن معنى الأمومة .. أمهات أنانيات يفتقدن العاطفة
ويضعن مصلحتهن قبل وأمام كل شيء ، حتى لو كان ذلك الشيء هو فلذة كبدهن .
لوسيل كانت في الرابعة والعشرين عندما باعت
أطفالها ، كانت متزوجة من رجل يكبرها بستة عشر عاما ، عاطل عن العمل ،
ولديه سجل إجرامي . لم يكن لدى الزوجان مال لإطعام الأطفال ، ولا مال لدفع
إيجار المنزل ، وزادت الأمور سوءا حين هجر الزوج العائلة ولم يكن يريد
أية علاقة بهم ، فرأت الأم بأن الحل الأمثل للتخلص من عبء الأطفال ، أو
ربما لإنقاذهم من الموت جوعا ، هو بيعهم .
ماذا حدث بعد ذلك ؟ ..
بقية القصة نعرفها من راي ، البنت التي
تجلس في الأعلى إلى اليمين ، تروي قصتها الآن وهي بسن السبعين ، تقول
بمرارة : "لقد باعتني أمي مقابل دولارين واشترت بالمال بطاقات يانصيب " ! .
المشتري ، جون زوتمان ، لم يأخذ راي وحدها ،
فعندما أراد أن يغادر بها بدأ شقيقها ميلتون بالبكاء وتوسل أن يأخذوه هو
أيضا ، يبدو أن الأطفال كانوا في حالة يرثى لها ، ربما لم يأكلوا منذ فترة
.
السيد زوتمان وزوجته روث أخذا الطفلين إلى
مزرعتهما في أطراف شيكاغو . السيد زوتمان عامل الأطفال كالحيوانات ،
حبسهما في الحظيرة ، وضربهما بقسوة ، قال لهما منذ اليوم الأول بأنه
أشترهما ليكونا عبدين عنده ، وراح ينهكهما بالعمل في المزرعة من الصباح
حتى المساء . أستمر هذا العذاب لسنوات طويلة حتى تركت راي المنزل في سن
السابعة عشر ، وغادر ميلتون بعدها بفترة قصيرة .
بالنسبة للانا ، الشقيقة الكبرى التي تظهر
جالسة على الجهة اليسرى إلى الأعلى ، فقد باعتها أمها أيضا ، لكن لا يعرف
الكثير عن حياتها ، تبنتها عائلة ، وماتت بالسرطان عام 1998 .
الشقيقتان سو وراي التقيتا بعد 65 عاما .. سو تحتضر بسبب السرطان وهناك انبوب على رقبتها .. |
بالنسبة لسو ، الشقيقة الصغرى الجالسة أسفل
السلم ، فقد تبناها زوجان من شيكاغو أيضا ، وكانت أفضل حظا من البقية ،
لكنها لم تلتقي شقيقتها وشقيقها إلا بعد سنوات طويلة .. في عام 2013 حين
كانت تحضر بسرطان الرئة اجتمعت للمرة الأولى بشقيقتها راي . كانت أمنيتها
الأخيرة أن ترى شقيقتها وشقيقها قبل أن تموت ، وكان اللقاء مؤثرا .
الشقيق الأصغر ، الذي كانت الأم حاملا به
ساعة التقاط الصورة ، تبنته عائلة تسكن في مزرعة قريبة من مزرعة السيد
زوتمان حيث عاش كل من راي وميلتون . كانت حياته أفضل منهما لكنه غادر منزل
والديه بالتبني في سن السادسة عشر وقضى عشرين عاما في البحرية ثم تزوج
وعاش بهدوء بقية حياته .
الشقيقات والأشقاء التقوا بأمهم الأصلية
لاحقا في حياتهم ، لكن علاقتهم بها كانت فاترة ، لأنها ببساطة لم تكن
تحبهم ، كانت قد أسست لحياة جديدة بعد أن باعتهم وتخلصت منهم ، تزوجت
وأنجبت أربعة بنات ، لكن هذه المرة احتفظت بهن ولم تبعهن .
سو المحتضرة اختصرت شعورها نحو أمها في آخر لقاء صحفي قبل موتها قائلة : " إنها تستحق أن تكون تحترق في جهنم " .
سو المحتضرة اختصرت شعورها نحو أمها في آخر لقاء صحفي قبل موتها قائلة : " إنها تستحق أن تكون تحترق في جهنم " .
دورثي .. ثقتها بنفسها أقوى من ضحكاتهم
حشود البيض تلحق بدورثي للأساءة إليها ..
|
أتت هذه الصورة بالترتيب الثالث عشر عالمياً ، و هي لأول فتاة سوداء تُقبل بمدرسة ثانوية للبيض و كان ذلك في 4 سبتمبر عام 1957 .
دورثي كونتس اليوم ..
|
وسط صياح و اعتراض البيض بكل قسوة ، كانت (
دورثي كونتس ) رافعة رأسها بكل قوة و ثقة و كأنها تتحدى ضحكاتهم .. لكن مع
الأسف ( دورثي ) لم تكمل حتى 4 أيام بالمدرسة بسبب التحرشات الجارحة التي
تعرضت لها ، حيث رموها بالحجارة ، وبصقوا عليها ، وألقوا بسلة الأزبال فوق
رأسها بينما كانت تتناول طعام الغداء ، وتعمد المدرسون تجاهلها ، وتلقى
والدها رسائل تهديد .
بالنهاية رضخ الأهل للتهديدات ، خوفا على سلامة أبنتهم ، ونقلوها من ثانوية هاردنغ للبيض إلى مدرسة مختلطة في فيلادلفيا .
دورثي تخرجت لاحقا من الجامعة ، وعلمت كأخصائية في مجال العناية بالأطفال .
في عام 2008 تلقت دورثي اعتذارا من ثانوية
هادرنغ وتم منحها دبلوما فخريا ، كما أطلقوا أسمها على مكتبة المدرسة .
وفي عام 2010 تلقت دورثي اعتذارا علنيا من بعض الأشخاص الذين ظهروا في
الصورة وهم يؤذونها ويطاردونها .
تعليقات
إرسال تعليق