أشباح مغتصبة أم جن عاشق ؟


مجرد التفكير في الجن والأشباح أو سماع قصصهم يعد أمرا مزعجا بالنسبة للكثيرين ، فما بالك برؤية هذه الكائنات الخفية أو التعرض لهجوم من قبلها ، أنه أمر يثير الرعب حتما ، وربما قاد إلى الجنون أو المرض النفسي .
طبعا هناك من الناس من يظن ، وهو يهز رأسه أسفا ، أن هذه الأمور لا تحدث سوى في بلداننا الشرقية المتأخرة عن ركب العالم الغربي من ناحية التطور العلمي والثقافي ، لكن هذا غير صحيح ، فهي تحدث في شتى أرجاء العالم ، ولولا حدوثها لما شاهدنا كل هذا الكم من أفلام الرعب السينمائية عن البيوت المسكونة والمس الشيطاني وطقوس طرد الأرواح الشريرة ، الفرق الوحيد هو أن الغربيون ينسبون تلك الأمور الغيبية لكائنات أو أشباح ذات طبيعة شيطانية شريرة يسمونها (Demon ) ، أما نحن فننسبها للجن . وبغض النظر عن التسمية فأن هذه الكائنات تتشابه في الكثير من سماتها وفي أسلوب مهاجمتها للبشر ، فهي صيادة ماهرة ، تبحث بلا هوادة عن أشخاص مرعوبين ، تلاحق القلوب الواجفة لتلتهمها وتطارد الأجساد المهزوزة لتسكن فيها ، ليس شرطا أن تعيش في منزل مسكون لتتعرض لأذاها .. لا .. فهي تستطيع أن تشم رائحة الخوف في أنفاسك أينما كنت ، ولعلها تشعر بضربات قلبك المضطربة حاليا وأنت تجلس وراء حاسوبك تقرأ هذه الكلمات المخيفة .. ربما هي تراقبك الآن ... ومن يدري ماذا سيحدث لك الليلة ! .
أنا واثق من أنك تحاول أقناع نفسك الآن بأن هذا الكلام مجرد هراء ، وأن هذه الأمور لا يمكن أن تحدث معك أبدا ، وهذا بالضبط هو الكلام الذي قالته ديبرا روسون – 48 عاما – لنفسها حينما بدأت الأحداث الغامضة تطل برأسها من دون مقدمات داخل منزلها الواقع في مدينة هال الانجليزية .
ديبرا روسن تقف وسط مطبخها ..
في أحد الأيام كانت ديبرا جالسة في مطبخها ترتاح من مشاق العمل المنزلي حينما داهمها فجأة شعور كئيب دونما سبب واضح ، أحست بأن الهواء أصبح ثقيلا ثم شعرت بهزة خفيفة في أوصال الكرسي الذي تجلس عليه ، وما لبث ذلك الاهتزاز أن أنتقل إلى الطاولة بجانبها فأسقط المفرش وأحد الصحون .
ما حدث كان محيرا ومربكا .. يا ترى هل هي هزة أرضية ؟ .. تساءلت ديبرا مع نفسها وهي تحاول أن تتماسك وتعيد تجميع أفكارها المضطربة ، لكن تواصل الأحداث الغريبة لم يعطها فرصة لالتقاط أنفاسها ، ففي هذه الأثناء حدث أمر لا يصدق ، ودعونا نستمع لديبرا وهي تصف لنا الأمر قائلة : " ظهرت سحابة ضبابية وأخذت تعوم أمام نافذة المطبخ ، وببطء أخذت تلك السحابة تتخذ شكل ثلاث كائنات غريبة ، الشكل الأول كان رجلا وسيم في الثلاثينات من عمره يرتدي سروالا أسود وقميصا أبيض ، وإلى جانبه ظهرت امرأة ، أيضا في الثلاثينات ، وترتدي فستانا ورديا طويلا . أما الشكل الثالث فأتخذ هيئة طفلة في الخامسة من عمرها ، شعرها بني وترتدي جوارب حمراء ، وبدت ملامحها بريئة جدا " .
رؤية هؤلاء الغرباء الذين ظهروا من العدم جعل ديبرا تقفز من كرسيها وتركض إلى خارج المنزل وهي تولول وتصرخ من شدة الرعب ، وحين عاد زوجها كيفن من عمله بعد فترة وجدها خارجا وهي ترتجف ، سألها ما بالها ؟ .. فأخبرته عما حدث ، لكن الزوج لم يصدق ، ظن بأنها تتخيل وطلب منها أن تراجع طبيبا .
من الطبيعي أن يحاول الإنسان تهدئة روعه بإقناع نفسه بمختلف التفسيرات عندما يتعرض لموقف غامض يتعلق بالعالم الآخر حتى لو بدت تلك التفسيرات سخيفة وغير واقعية ، تراه يقول لنفسه : "دع عنك الترهات .. هذه الأمور لا وجود لها إلا في عقلي .. قد تكون مجرد نسمة هواء .. أو لعلي أتخيل .. أظنني مرهق نتيجة العمل " . وقد تدفعه مخاوفه لزيارة طبيب ، فينتهي به الأمر مع بضعة أقراص مضادة للاكتئاب ونصائح روتينية بالراحة والابتعاد عن الإجهاد والقلق .
وهذا هو تماما ما حصل مع ديبرا ، فقد غادرت عيادة الطبيب وهي مقتنعة تماما بأن ما رأته في مطبخها لم يكن سوى هلاوس وتخيلات جراء الإجهاد الزائد ... لكن تلك القناعة لن تصمد طويلا ...
أمور غريبة بدأت تحدث ، أصوات وهمسات مجهولة تسمع في أرجاء المنزل ، كرات من الضوء تحلق في هواء المطبخ .. كل هذا وديبرا المسكينة تحاول إقناع نفسها بأن كل ذلك مجرد تخيلات ، لكن الأمور تطورت بشكل دراماتيكي خطير ، ولندع ديبرا تصف لنا ما حدث ..
ديبرا وزوجها كيفن ..
تقول : كنت واقفة أعد الطعام في المطبخ حين داهمني فجأة ذلك الإحساس الكئيب مرة أخرى ، هذه المرة كان لدي شعور قوي بأن هناك شخص ما يقف قربي ، وسرعان ما أحسست بأنفاسه الثقيلة تتردد على وجهي ، فتجمدت في مكاني من شدة الرعب وصحت بصوت واهن مرتجف : "من هناك ؟ " ، ولشدة دهشتي جاءني الجواب سريعا ، سمعت صوتا من الغيب يهتف : "كلير! " ، وبعد برهة من الصمت هتف الصوت مجددا : "مارك هنا ، أنه يراقبكِ " .
أحسست بأن قلبي سيتوقف من شدة الرعب ، هذه المرة كان الأمر حقيقيا ، لم أكن أتخيل ، قلت لنفسي بأن كلير هي حتما المرأة ذات الفستان الوردي ، أما مارك فهو الرجل ذو القميص الأبيض ، لكن ماذا يريدان مني يا ترى ؟ .. ولماذا يراقبني مارك ؟ ..
ولم يطل الوقت حتى عرفت ديبرا جواب سؤالها ، فبعد عدة أيام ، أثناء عملها في المطبخ ، أحست بأن هناك يدا خفية تعبث بثوبها . وعندما كانت مضطجعة على الأريكة في حجرة الجلوس شعرت بشيء ثقيل يعتصر جسدها ، كأنما أحدا ما قد تمدد فوقها وأحتضنها ، وفي مناسبة ثالثة كانت نائمة على سريرها في حجرة النوم عندما أحست بالغطاء ينكشف عنها ويد خفية تلامس فخذها .
ديبرا اعتقدت بأن مارك يحاول اغتصابها ، أخبرت زوجها عن ذلك ، لكنه كالعادة لم يصدقها ، بل بدا الضيق والانزعاج واضحا عليه لتكرار نفس القصة والهواجس من قبل زوجته ، وساءت العلاقة بين الزوجين لفترة ، أصبح كيفن عكر المزاج ويفقد أعصابه لأتفه الأشياء ، ولم يعد ينام مع ديبرا في حجرة واحدة ، وبدأت تصرفاته يشوبها شيء من الغرابة والغموض .
هالة غريبة تظهر في صورة التقطت لمطبخ ديبرا ..
خلال تلك الفترة بدأت ديبرا تسمع أصوات كالهمس قادمة من الحمام . وفي إحدى الليالي كانت تمر بجانب باب الحمام حين سمعت كأن زوجها يتحدث بهاتفه الخلوي مع شخص آخر ، كان صوته خافتا ، سمعته يتحدث عن أمور مبهمة ، وشعرت بالسوء والغضب ، ظنت بأنه يخفي عنها أمرا ما ، ربما علاقة بامرأة أخرى ، وإلا لماذا يتكلم بهاتفه من الحمام وبصوت منخفض ، لذلك قررت أن تسجل كلامه على هاتفها الخلوي . وفي اليوم التالي واجهته وطلبت منه توضيحا حول تصرفاته الغامضة مؤخرا ، لكنه أنكر أن يكون قد تحدث إلى أحد من الحمام ، وطالبها بالدليل ، فشغلت له التسجيل على هاتفها ، فاستمعا معا لذلك الصوت ، وسرعان ما شعر كلاهما برعب طاغي ، فالصوت لم يكن بالتأكيد صوت كيفن ، كان صوت رجل آخر ، مفعم بالخبث والشر . وكانت هذه هي المرة الأولى التي يصدق فيها كيفن مزاعم زوجته حول الأشباح .
تحرشات مارك بديبرا ازدادت في الأيام التالية إلى درجة أن الزوجان قررا ترك حجرتهما والنوم أسفل السلم ، لكن حتى هناك لم تسلم ديبرا من يد مارك العابثة . أخيرا طفح الكيل وقرر كيفن أن يلجأ لأحد رجال الدين من أجل أجراء طقس طرد الأرواح الشريرة . وبالفعل حضر رجل الدين وأجرى الطقوس اللازمة ، وبدا للوهلة الأولى أنه نجح في إعادة الهدوء والسكينة إلى المنزل . لكن ذلك لم يستمر طويلا للأسف ، فبعد عدة أيام عادت الأمور الغريبة تطل برأسها في أرجاء المنزل ، وأحست ديبرا مجددا بأنفاس مارك الحارة وهي تتردد على عنقها .
الزوجان قررا هذه المرة الاستعانة بخبير روحاني ، عله يكشف لهما سر الغموض الذي يكتنف منزلهما ، فأتى الرجل وأحضر معه كاميراته الحساسة للضوء وأجهزة قياس الحرارة والصوت ومتحسسات الذبذبات الكهرومغناطيسية ، ولم يطل الوقت حتى التقطت تلك الأجهزة بقعا باردة غامضة تطوف في أرجاء المنزل ، بالإضافة إلى صور لأضواء غريبة في المطبخ ، كما أن الخبير شاهد بأم عينه دبوسا للشعر يطير محلقا في هواء حجرة النوم .
بعد أن تأكد الخبير من أن المنزل مسكون أخذ اهتمامه ينصب على معرفة تاريخ المنزل ، كانت ديبرا وزوجها قد اشتريا المنزل قبل عشرين عاما لكنها لم يكونا يعلمان شيئا عن تاريخه ، وبعد البحث والتحري اكتشف الخبير بأن المنزل شيد عام 1922 فوق أرض كانت مزرعة في السابق ، لكن السجلات لم تشر إلى وقوع أي جريمة أو حادث مؤلم وعنيف خلال تاريخ المنزل الذي يناهز القرن من الزمان ، لذا ظل لغز ظهور تلك الكائنات الخفية بلا حل .
الخبير الروحي وعد الزوجان بمزيد من التحقيقات من أجل حل المشكلة ، لكنهما كانا قد اكتفيا وطفح كيلهما ، لذلك تركا المنزل وأجرا واحدا آخر .

الجنس مع الأشباح ممتع !

ناتاشا بلاسيك .. تقول بأن الجنس مع الاشباح ممتع !
على العكس من ديبرا روسون التي فرت من منزلها بسبب تحرشات الأشباح ، فأن الممثلة الأوكرانية الصاعدة ناتاشا بلاسيك تقول بأنها تجد متعة لا توصف في ممارسة الجنس مع الأشباح أو أيا ما كانت من كائنات العالم الآخر ، وذلك بحسب ما صرحت به لإحدى محطات التلفاز البريطانية .
ناتاشا تقول بأن أول تجربة جنسية لها مع الأشباح حدثت بينما كانت في غرفتها لوحدها ، ووصفت الأمر كالآتي :
"كنت مضطجعة على الفراش في حجرتي عندما راودني أحساس بأن شيئا ما دخل الغرفة لكني لم أستطع رؤية ذلك شيء . ثم شعرت بأن شخصا ما يلمسني ويدا خفية تدفعني رغما عن أرادتي وكان بإمكاني الإحساس بثقل لجسد خفي يتمدد فوقي " .
"لم يكن باستطاعتي رؤية أي شخص معي في الغرفة لكني أحسست بشيء يضغطني ويضمني ، طاقة تحتويني ، ودفء يندفع ويتسرب في مختلف الاتجاهات فوق جسدي " .
ناتاشا أضافت بحماس : " لقد استمتعت بذلك " .
الشبح المزعوم ترك ناتاشا لحالها بعد أن قضى وطره منها ، لكنه لم يرحل إلى الأبد ، فبعد حوالي شهر عاود الكرة مرة أخرى . ومع أن ناتاشا متزوجة إلا أنها تقول بأن الجنس الذي جربته مع الشبح لا يشبه في روعته أي شيء آخر جربته في حياتها .
ناتاشا تحدثت عن تجربتها لإحدى الصحف الأمريكية قائلة : "كان الأمر ممتعا ... منذ طفولتي كنت دائما أود أن أعرف فيما إذا كانت هناك أشياء أخرى في هذا العالم ، كنت دائما أطرح الأسئلة ، وأعتقد بأن ذلك جعلني نوعا ما مطمئنة بوجود أشياء إضافية لا نستطيع إدراكها بالعين المجردة " . وبحسب ناتاشا فأن تجربتها الجنسية مع الشبح منحتها : "شعورا بالراحة والدعم والحب وأجابت على أسئلتها بشأن وجود أشياء أخرى هناك في الخارج " .
كيشا .. الجنس مع الاشباح أرعبني .. وأمتعني ! ..
بالطبع ليس جميع من سمعوا هذه القصة المشوقة والمثيرة صدقوها ، الكثيرين قالوا بأن ناتاشا تبحث عن الأضواء ، أما الخبيرة والباحثة الروحية الكساندرا هولزر فتقول بأن الأشخاص الذين جربوا الجنس مع كائنات العالم الآخر لا يشعرون "بالدفء" كما زعمت ناتاشا ، ولا تكون التجربة ممتعة ، لا بل على العكس من ذلك ، الأماكن التي تدخلها الأشباح تصبح باردة وكئيبة " .
ناتاشا ليست الوحيدة من المشاهير التي زعمت بأنها على علاقة بشبح ، فمغنية البوب الأمريكية كيشا زعمت هي الأخرى بأنها مارست الجنس مع شبح ، قالت بأنها عاشت لفترة في منزل قديم وشعرت بوجود طاقة غامضة هناك ، تلك الطاقة ، أو بالأحرى ذلك الشيء الماورائي الغامض كان يوقظها أحيانا من نومها أثناء الليل ، وسرعان ما بدأ يتخذ شكلا روحانيا مظلما ومتعطشا للجنس .
"لقد أرعبني ذلك الشيء ، لكن هذا هو بالضبط كان الجزء الممتع من الأمر برمته " .. تقول كيشا .
وبحسب كيشا فأن أغنيتها "Supernatural " تدور حول تلك الواقعة .
طبعا هناك مشاهير آخرين ، وقصص أخرى عن الجنس مع الأشباح والكائنات الماورائية ، لكن ذلك كله نتركه لموضوعنا الشامل عن "الجن العاشق" والذي نأمل أن ننتهي منه بأقرب فرصة .


المصادر :

تعليقات